للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحن التخاييل علم الآفاق

تخبرنا الطير عن الأباعد

وتطوى لنا الأرض) (١).

وتاللَّه لقد استغواك غاوي الباطنية وغاوي المادية وغاوي الإلحاد وأصبحت من سفهاء الأحلام وإن عدك المنبهرون بك من سادة الأنام، وأضحيت من اتباع الفتن بل من قادتها والفتنة أشد من القتل!!.

فهل علمت المقلدة لأدونيس أي جريمة تقترفها في حق العلم والعقل والحق والخير بتقليدهم وتبجيلهم له؟ بيد أن أصدق وصف لهم أنهم صم بكم عمي فهم لا يرجعون.

إن النصوص الميتة المبثوثة في طول وعرض الكتب والمجلات الحداثية، يأبي أصحابها إلّا أن يكونوا ضمن دائرة التخثر الجاهلي الأرعن بإصرارهم على مناوأة الحقيقة واعتناق الأباطيل، وعكس المعايير.

فها هو أحد نقاد الحداثة يصف المؤمن بزوال الدنيا ومجيء الآخرة بأنه إنسان شبحي حيث يقول: (ومن وجهة نظر دينية ترى في العالم صورًا زائلة، حيث ينتج نص شبحي يصلح لإنسان شبحي كإنسان التدين، يؤكد ويعيد تأكيد إحفاء العالم وإبعاده.

هذه الدائرة لا يكسرها إلّا عودة الحركة إلى الطرفين: الوعي والعالم، الجدل الصادر عن رؤية العالم في صلابته الأبدية، في دلالاته المتولدة باستمرار) (٢).

وهنا نحن الآن أمام نَموذج ظاهر من نَماذج استهزاء الصغار الغارقين في وحل المادية المنتن، بالمؤمنين كما وصف اللَّه -جلَّ وعلا-: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} (٣) حيث يعبر هذا الحداثي -


(١) المصدر السابق ٢/ ٥٦٧.
(٢) بحثًا عن الحداثة لمحمد الأسعد: ص ١٠٨.
(٣) الآية ٢١٢ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>