للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرية الثقافة" التي يدير فعالياتها الأمريكان واليهود الصهاينة (١).

وها هو يعترف في كتابه "خواتم" بذلك ويقول: (. . . خنقوني مرة بحرير حرية تعبيري، ومرة بصدق هذا التعبير، كمنوا في الجب والبئر يحرضونني على الظهور ويغرقون في خنادق خبثهم) (٢).

ومع كل هذا الوضوح في اعترافه بأنه أداة تنفيذ، ومع صراحة الوقائع المثبتة لعمالته إلّا أنه ما زال يعد عند المفتونين بسراب الحداثة من القمم التي لا تطال!!!.

ومن هذياناته في باب الربوبية قوله: (يموت الخلاق إن لم يكن من جهل العالم له فمن علمه به) (٣)، وسواء أراد بالخلاق الرب سبحانه وتعالى، أم أراد به الحداثيّ المبدع فإن ذلك كله من الانحراف الذي يسعى هو وأضرابه إلى جعله واقعًا في حياة المسلمين من خلال الجحد والشك والجراءة والاستخفاف بكل ما يتعلق باللَّه تعالى.

لا غرابة إذا وجدت احتفاء بعضهم ببعض، وثناء بعضهم على بعض في انحطاطهم وهدمهم، فها هو أدونيس في خطبة حماسية، وبيان يشبه البيانات العسكرية يشيد بأنسي الحاج ويحرضه على رفض الموروث والمستنقعات المقدسة -حسب تعبيره- ويدعوه للرفض والثورة والتمرد ويعدها أساسًا لكل تغيير ثم يحثه على الجد في الهدم (٤)، ثم يختم كل ذلك بقوله: (أحييك يا أنسي، أيتها القصيدة المارقة، أيها الشيطان الأصفر، يا صديقي، يا أخي) (٥).

ولا عجب أن يبتهج أدونيس بمروق صاحبه وشيطانيته؛ لأنهما معًا


(١) انظر: مصداق ذلك في كتاب أفق الحداثة وحداثة النمط لسامي مهدي: ص ٥٥، ٥٦، ٥٧، وقضايا الشعر الحديث لجهاد فاضل: ص ٣٠٥، وبحثًا عن الحداثة: ص ٤١ - ٤٢، ٤٨، ٥٩، ٩٠، ٩١.
(٢) خواتم: ص ١٥٣.
(٣) المصدر السابق: ص ١٠٩.
(٤) انظر: زمن الشعر لأدونيس: ص ٢٢٨ - ٢٣٠.
(٥) زمن الشعر: ص ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>