للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَنَا (٥١)} (١)، وقوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ. . .} (٢)، وقوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (٣).

وفي صحيح مسلم -رحمه اللَّه- عن طاووس (٤) -رحمه اللَّه- قال: "أدركت ناسًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد اللَّه بن عمر يقول: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز (٥). وفي مسلم وغيره عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: "جاء مشركو قريش يخاصمون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في القدر، فنزلت: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)} (٦) ") (٧).

وتنوعت عبارات العلماء في تعريف القضاء والقدر، فمنهم من حعلهما شيئًا واحدًا، ومنهم من عرف كلًا منهما بتعريف يخصه، فجعلوا القضاء في الأزل، والقدر فيما لا يزال، أي أن القضاء علم اللَّه بما سيكون من جميع المخلوقات وكتابة ذلك في اللوح المحفوظ وفق مشيئته، والقدر


(١) الآية ٥١ من سورة التوبة.
(٢) الآيتان ٢٢، ٢٣ من سورة الحديد.
(٣) الآية ١١ من سورة التغابن.
(٤) هو: الإمام التابعي طاووس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الجندي، أحد الأعلام علمًا وأدبًا وعملًا، أخذ عن جماعة من الصحابة وأخذ عنه جماعة، توفي رحمه اللَّه سنة ١٠٦ هـ. انظر: العبر في خبر من غبر ١/ ٩٩، وتهذيب التهذيب ٨/ ٥.
(٥) أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب: كل شيء بقدر ٣/ ٢٠٤٥، ومالك في الموطأ كتاب القدر، باب: النهي عن القول بالقدر ٢/ ٨٩٩، وأحمد في المسند ٢/ ١١٠.
(٦) الآيتان ٤٨، ٤٩ من سورة القمر.
(٧) أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب: كل شيء بقدر ٣/ ٢٠٤٦، والترمذي في كتاب القدر، باب: ٤/ ٤٥٩، وابن ماجه في المقدمة، باب: في القدر ١/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>