للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن أممًا ومللًا غير ملة الإسلام وقع أهلها في ضلالات كبيرة في القدر وانحرافات هائلة في فهم معنى القدر ولوازمه في الحياة العملية، وأظهر هذه الانحرافات:

١ - السلبية العاجزة، والتراخي عن العمل والإنتاج والإبداع وعمارة الحياة بما يلزم لها، وذلك بترك الأسباب جملة، والزهد في العمل والإبداع والابتكار والاكتشاف، وكانت الهندوكية والبوذية والرهبانية النصرانية نَماذج لهذا النوع من الانحراف.

٢ - الافتتان بالأسباب الظاهرة، والاتكال على قوانين الحياة ونواميس الكون التي خلقها اللَّه، والشعور الطاغي بالإنسان وعمله وإنتاجه، بل تأليه الإنسان والإنتاج والإبداع والاعتقاد بأن الإنسان يصنع قدره بنفسه.

وهذا النوع من الانحراف هو أبرز علامات الجاهلية المعاصرة، وقد أخذ المستعبدون للفكر الغربي من علمانيين وحداثيين هذا الأصل الجاهلي الخطير وساروا عليه في كليات أفكارهم ونتاجهم أو في كثير من فروعها وجزئياتها.

وبهذا يصح لنا أن نقول بأن ما يمارسه هؤلاء من استنساخ وتقليد، ونقل ليس إلا عبودية المنهزم الذليل للغرب الظافر المستعبد، وتقليد الواهن الهزيل، على طريقة القرود!.

وأصحاب الأدب العربي الحديث ضلالهم في هذا الباب من هذا القبيل وهو أبشع وأشنع؛ لأنهم قد أسسوا بنيانهم على شفا جرف هار فانهار بهم في أودية الإلحاد والشرك والكفر، فكان ما جاء عنهم في هذا الباب من ثمار هذه الشجرة المادية الخبيثة.

وأظهر انحرافاتهم في باب القدر ما يلي:

١ - نفي وجود القدر، ونفي قدرة اللَّه تعالى، وجعل القدر خرافة وكذبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>