للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث لا يُمكن للإنسان أن يخرج من إطاره ونظامه وقانونه مهما فعل.

يقول المؤلف المشار إليه: (. . . والمواقف تجاه مشاكل الحياة التي تندرج تحت تعبير "إرادة حرة" و"تحيديدية جبرية" قد تظهر في المستقبل أقل تعارضًا إذا اكتشف فيما بعد أن النشاطات الحياتية تضم فكرًا أكثر دقة وعمقًا مما يسيطر الآن على ميادين الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا. . . يظهر أن الحرية تنعدم وتغيب لأن كل نواحي السلوك متأثرة بعوامل تكوينية، إرثية، وتجريبية، وبيئية. . . على كل حال أن في حدود وإمكانات الحرية عناصر تحديدية كافية في القوى المحيطة، وفي الخصائص البيولوجية الموروثة والمكتسبة في بنية كل فرد. . . الإرادة الحرة لا تستطيع العمل إلّا حيث يوجد نوع ما من الإيمان والاقتناع، وتعتبر القيم غير قابلة للتغيير لأنه من المعتقد أنها جزء لا يتجزأ من الطبيعة الأخلاقية في الإنسان. . . والمعلومات العلمية وحدها لا تقدر على تحديد أو فرض قيم تتحكم بالسلوك ولكنها توفر حقائق يُمكن على أساسها الاختيار.

صحيح أن الاختيار يكون أكثر منطقية إذا بني على معلومات حقيقة وعلى تقدير للنتائج، إلّا أنه -أي الاختيار- يحتفظ دائمًا بعنصر شخصي؛ لأنه في النهاية يضم محاكمة تقييمية، وهذه أيضًا تشكل بدورها تعبيرًا آخر عن الاستقطاب: "الحرية"، "التحديدية الجبرية" وهي من أهم الخصائص المميزة في الحياة الإنسانية. . . أمَّا الإنسان فهو حر لأنه قادر على عدم ارتكاب الخطيئة وله الخيار في ذلك. . . والتعريف الميكانيكي لحياة الإنسان يخطيء الهدف؛ لأن ما هو إنساني في الإنسان هو نفسه بالتحديد "غير مكانيكي") (١).

هذه الأقوال تدل في مجملها -على ما فيها من المآخذ- على أن الإنسان محكوم بقانون كوني لا يستطيع الخروج عنه مهما حاول أو تطاول.

أمَّا مؤلف كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" فقد أورد في آخر كتابه هذا


(١) المصدر السابق: ص ١٦٤ - ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>