للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن آخر أيام الطغيان) (١).

ويقول عبد الرحمن منيف في مدن الملح: (. . . في هذه الحياة كل شيء قسمة، كل شيء صدفة، وعلى الإنسان الذكي ألا يفوت الفرصة) (٢).

أمَّا رواية "ليلة القدر" للطاهر بن جلون فقد ملأها بما أسماه أحد المادحين له وللرواية في مجلة الناقد، بالانتهاك والانتقام من الماضي، على حد تعبير الناقد المادح (يمعن بن جلون في لعبة الانتهاك وكسر الممنوع والهذيان) (٣)، (يكتب بن جلون ليلة القدر كي ينتقم من الماضي في استمراريته ومن الواقع المغلق) (٤).

وقد حصل بن جلون بهذه الرواية على جائزة "غونكور" الفرنسية وهي أكبر جائزة أدبية تمنح في فرنسا (٥)، وهذه الجائزة شهادة على مدى الانسجام الفكري والثقافي والاعتقادي مع مضامين الثقافة والقيم الفرنسية الفرنكفونية!!.

وهذه الرواية مليئة بالضلال الاعتقادي والفساد الخلقي؛ ولذلك استحق عليها هذه الجائزة ونالت اهتمام الملاحق الأدبية الحداثية، ومن هذه الضلالات في باب القدر، قوله: (لقد أبعدت الصدفة والقدر المرض عن الدار كان التيفود يختار جيراننا القريبين من بيتنا ويتلافى دارنا مواصلًا عمله المميت. . . وقد عملت فكرة إنجاب هذا الطفل، ولو أنهما مخالفة للمشيئة الإلهية على تغيير حياتي. . .) (٦).

فهذا جحد صريح لمشيئة اللَّه النافذة، وإنكار للقدر وكفر باللَّه القادر العظيم، القائل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ


(١) المصدر السابق ١/ ٣٦٧.
(٢) مدن الملح ٥ - بادية الظلمات ص ٧٢.
(٣) و (٤) و (٥) الناقد - العدد ٨ شباط ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ.
(٦) ليلة القدر: ص ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>