للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزنديق علي بن الفضل (١)، وهو رمز للإلحاد والإباحية وفي استخدامه أبلغ الدلالة على عقيدة صاحب الديوان ثم على المدافعين عنه، ومنهم جابر عصفور، وصلة النسب الفكرية بين عموم الحداثيين وعلي بن الفضل صلة قوية، غير أن بعضهم يدلي بجهتين مثل المقالح وعصفور وأدونيس، وبعضهم يدلي بجهة واحدة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (١١٢) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣)} (٢).

يقول المقالح في مقطوعته من ديوانه "الكتاب بسيف الثائر علي بن الفضل":

(كان اللَّه -قديمًا- حبًا كان سحابه

كان نهارًا في الليل

وأغنية تتمدد فوق جبال الحزن

كان سماء تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض

أين ارتحلت سفن اللَّه، الأغنية، الثورة؟


(١) هو: علي بن الفضل بن أحمد القرمطي، رحل من اليمن إلى الكوفة وكان إماميًا اثنى عشريًا فالتقى بميمون القداح فاعتنق مذهب القرامطة ثم عاد إلى اليمن داعيًا إسماعيليًا، وجمع حوله الناس، واستولى على أكثر مخاليف اليمن في الجبال والتهائم، ثم ادعى النبوة وأباح المحرمات، وهو القائل:
خذي الدف يا هذه واضربي وغني هزاريك ثم اطربي
تولى نبي بني هاشم وجاء نبي بني يعرب
أحل البنات مع الأمهات ومن فضله زاد حل الصبي
ولا تمنعي نفسك المعزبين من الأقربين أو الأجنبي
وحكم اليمن ١٣ سنة عاث فيها فسادًا بالقتل وهتك الحرمات حتى سمه طبيب من أهل بغداد اسمه شريف سنة ٣٠٣ هـ. انظر: الأعلام ٤/ ٣١٩، والحركات الباطنية في العالم الإسلام للخطيب: ص ٦٥ - ٦٦.
(٢) الآيتان ١١٢، ١١٣ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>