للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

(أبا تمام: إن الشعر في أعماقه سفر

وإبحار إلى الآتي وكشف ليس ينتظر

ولكنا جعلنا منه شيئًا يشبه الزفه

وإيقاعًا نحاسيًا يدق كأنه القدر) (١).

ومن يطلع على أقوال الحداثيين يجد أنهم أكثروا وبصورة مكرورة مملة من أمثال هذه الدعايات التجارية للشعر الحديث، والعبارات التبجيلية التسويقية لهذه البضاعة المقلدة المستوردة، ذات الأحرف العربية والمضامين الغربية!!.

أمَّا توفيق زياد الشيوعي الفلسطيني فقد أثبت بقصيدة له بعنوان "أمام ضريح لينين" كيف يكون الحج الوثني والعبادة الماركسية، والتذلل الشيوعي، والقبورية المادية!! حيث يقول:

(أمامه وقفت خافض الجبين

ضريحك الذي يعيش في القلوب

يا لينين

أحسست أنني أنا المعذب الشقي

المعدم الذي تصيبه من الحياة كوخ طين

أملك كل شيء

أقوى من الزمان والقضاء

وأنني

أقدر أن أقتحم السماء) (٢).


(١) المصدر السابق ٣/ ٣٥١.
(٢) ديوان توفيق زياد: ص ٣١ - ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>