للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما زالت تترقى في هذا السلم، تصارع الحياة والآفات والكوارث فالذي لا يصلح تطرحه الطبيعة وتفنيه، والأفضل تهبه الطبيعة عوامل البقاء ومؤهلات الاستمرار، بل وتضيف له عناصر وصفات جديدة تمكنه من الاستمرار ومواصلة البقاء النوعي، وقد أدت هذه العملية -حسب افتراضية داروين- إلى إيجاد أنواع جديدة راقية مثل القرود الذين تسلسل منهم -وفق قانون الانتخاب الطبيعي- الكائن الأرقى وهو الإنسان (١)!!.

هذه نظرية داروين باختصار شديد، وهي نظرية افتراضية قائمة على دراسات بيولوجية، وليست نظرية فلسفية، وإن كانت ذات أثر كبير جدًا على نظريات فلسفية غريبة عديدة، كما أن هذه النظرية أبعد ما تكون عن الحقائق العلمية الثابتة، وقد نقضها وبين عوارها كثير من علماء البيولوجيا "علم الأحياء" وغيرهم (٢)، ومن ذلك قول كريسي موريسون (٣) في كتابه العلم يدعو للإيمان: (إن القائلين بنظرية التطور "النشوء والارتقاء" لم يكونوا يعلمون شيئًا عن وحدات الوراثة "الجينات" وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقًا، أعني عند الخلية ذلك الكيان الذي يحتوي الجينات ويحملها) (٤).


(١) انظر تفصيل ذلك في: كتاب التطور عملياته ونتائجه، تأليف: ادوارد أو. دودسن، ترجمة أمين رشيد حمدي وآخرون.
(٢) مثل العالم الإنجليزي "أدين" و"أغاسيز" العالم الأمريكي، و"هرشل" العالم الفلكي المشهور، بل وعلماء الداروينية الجديدة الذين حاولوا ترقيع الثغرات في نظرية داروين مثل "جوليان هكلسي" و"أرثر كيت" و"ليكونت دي نوى" وبينوا هزال النظرية وافتقارها إلى الأدلة والبراهين.
(٣) كريسي موريسون هو: العالم الأمريكي الشهير والرئيس السابق لأكاديمية العلوم في نيويورك ورئيس المعهد الأمريكي لمدينة نيويورك وعضو المجلس التنفيذي للبحوث القومي بأمريكا، وله بحوث ومؤلفات عديدة منها كتاب العلم يدعو للإيمان الذي ألفه للرد على الملحد جوليان هكسلي صاحب الداروينية الحديثة ومؤلف كتاب الإنسان يقوم وحده، والذي فنده موريسون وأحكم الرد عليه بكتابه العلم يدعو للإيمان. انظر: كتاب العلم يدعو للإيمان: ص ٥ وص ١٣.
(٤) العلم يدعو للإيمان: ص ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>