للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول: (ولا بد للحياة فوق أرضنا هذه من شروط جوهرية عديدة، بحيث يصبح من المحال حسابيًا أن تتوافر كلها بالروابط الواجبة بمجرد المصادفة على أي أرض في أي وقت، لذلك لا بد أن يكون في الطبيعة نوع من التوجيه السديد) (١).

ويقول: (إن وجود الخالق - تدل عليه تنظيمات لا نهاية لها، تكون الحياة بدونها مستحيلة، وأن وجود الإنسان على ظهر الأرض، والمظاهر الفاخرة لذكائه، إنّما هي جزء من برنامج ينفذه بارئ الكون) (٢).

ويقول العالم الطبيعي السويسري "أغاسيز" (٣) في رسالة بعنوان "أصل الإنسان": (إن مذهب داروين خطأ علمي باطل في الواقع وأسلوبه ليس من أساليب العلم بشيء ولا طائل تحته) (٤).

وقال: (إن النشوء لا يتم إلّا وفقًا لخطة إلهية محكمة وإن الاصطفاء الطبيعي إذا ما حل محل الخلق الإلهي فإن الإنسان يكون قد جرد من روحه وغدى آلة صماء) (٥).

وقال: (إن التفسير الحرفي لنظرية داروين يفسح المجال لتأليه - سوبرمان - نيتشه - وتمجيد القوى البدنية على أنها الأساس الوحيد للسلوك بين الناس، وإن ثمة فرقًا واضحًا بين تناسل الأنواع وبين خلق الأنواع فالحيوانات تتناسل فتنتج نوعها، أمَّا اللَّه وحده فقادر على خلق نوع جديد. . . إن الفكرة التي يعتنقها الداروينيون عن تناسل نوع جديد بواسطة نوع سابق ليست إلّا


(١) المصدر السابق: ص ٥١.
(٢) المصدر السابق: ص ٤٦.
(٣) أغاسيز هو: عالم سويسري من أشهر علماء الطبيعة في أوروبا وخاصة في علم الأسماك وطبائعها، قال عنه جورج سلستي في كتابه عباقرة العلم: ص ٢٢١ لقد كان أغاسيز أعظم معلم في جيله ومكانه لا يزال شاغرًا حتى اليوم لم يملأه أحد. انظر: كتاب الإنسان والداروينية هامش: ص ١٢٥.
(٤) و (٥) الإنسان والداروينية: ص ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>