للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالم الذي نعيش فيه قد بلغ من الإتقان والتعقيد درجة تجعل من المحال أن يكون قد نشأ بمحض المصادفة، إنه مليء بالروائع والأمور المعقدة التي تحتاج إلى مدبر، والتي لا يُمكن نسبتها إلى قدر أعمى، ولا شك أن العلوم قد ساعدتنا على زيادة فهم وتقدير ظواهر هذا الكون المعقدة، وهي بذلك تزيد من معرفتنا باللَّه ومن إيماننا بوجوده) (١).

ويقول "ديل سوارتزن دروبر (٢) " أخصائي فيزياء التربة، بعد أن ساق جملة من العجائب العلمية في التربة: (فمما لا شك فيه أن هنالك حكمة وتصميمًا وراء كل شيء سواء في السماء التي فوقنا أو الأرض التي من تحتنا، إن إنكار وجود المصمم والمبدع الأعظم يشبه في تجافيه مع العقل والمنطق ما يحدث عندما يبصر الإنسان حقلًا رائعًا يموج بنباتات القمح الصفراء الجميلة ثم ينكر في نفس الوقت وجود الفلاح الذي زرعه والذي يسكن في البيت الذي يقوم بجوار الحقل) (٣).

وفي كتاب تاريخ الفكر الأوروبي الحديث يقول مؤلفه عن كتاب أصل الأنواع وفرضية داروين، وهو لا يخفي إعجابه بداروين ونظريته: (وقد أثار هذا الكتاب امتعاض الكثيرين، ولم يمتعض منه فقط رجال الاكليروس أو بعض العجائز، إذ وجدوه يدحض ما جاء في سفر التكوين جملة وتفصيلًا بل امتعض منه أيضًا أشد العقول مضاءً في ذلك العصر، وآخرون غيرهم كانوا أبعد ما يكونون عن الورع والتقوى، فلقد كتب جورج برنارد شو يقول: "إذا كان بالإمكان التدليل على أن الكون أنتج بواسطة اصطفاء طبيعي كهذا "البقاء للأصلح" فعندئذٍ لا يستطيع سوى الحمقى "والأنذال احتمال العيش فيه" زد على ذلك أن العالم الألماني فون بير رفضى النظرية التي تجعل الإنسان


(١) اللَّه يتجلى في عصر العلم: ص ٤٦.
(٢) ديل سوارتزن دروبر، أخصائي فيزياء التربة، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أيوا، وأستاذ مساعد في جامعة كلفورنيا وعضو جمعية علم التربة في أمريكا، وأخصائي في تركيب التربة وحركة الماء بها. انظر: كتاب "اللَّه يتجلى في عصر العلم": ص ١١٦.
(٣) اللَّه يتجلى في عصر العلم: ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>