للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أحد يسأل أين الباب) (١).

ويقول:

(نادر أن ينطق البحر ولكن

نطق البحر يبسنا

يبس التاريخ من تكراره

في طواحين الهواء

سقط الخالق في تابوته

سقط المخلوق في تابوته

والنساء ارتحن في مقصورة

ينتشلن الليل من آباره) (٢).

وهكذا تتشابك المفاهيم الإلحادية في هذا الطرح البليد، فمن البحر الذي هو عنده رمز الغرب والتقدم والحركة والإبداع، والأمل المرتجى والثورة المرتقبة يستمد قوته ومجده وحضارته ضد حضارة الإسلام وتاريخه وعقائده التي تبدأ من الإيمان بالخالق البارئ -سبحانه وتعالى- ثم ضد الممارسات الاجتماعية المتمثلة في عفة المرأة وحجابها.

وفي عبارات أخرى غامضة ملتوية التواء العقيدة الباطنية يقول:

(العمل يصعد

من الأرض إلى اليد من اليد إلى التاريخ

من التاريخ إلى هباء البدايات) (٣).

هذا هو جوهر الحداثة: ممارسة الشك في اللَّه تعالى، وبث العدمية


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ٢/ ٢٧٣.
(٢) و (٣) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>