للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومناهج ويعتقد أن لها القدرة على التغيير والتأثير المستمر -وكل ذلك غيب- فلماذا يهاجم الغيبيات الإسلامية؟.

الجواب الوحيد لهذا: أن أدونيس يحمل ضغينة على الإسلام كضغينة أهل الشرك والكفر والصليبية واليهودية، وهؤلاء جميعًا لا يتوقع منهم إلّا أن يسعوا بكل قراهم في سبيل زعزعة هذا الدين وإخراج الناس من ضيائه إلى ظلمات الكفر والنفاق.

ومن كان شعاره الحقد، ومساره الشبهات، وغايته الهدم، فلا يُمكن أن يحاكم إلى عقل أو نظر أو برهان.

وهذه الحالة المرضية التي سقطت في سقمها سائر الحداثيين منتشرة بينهم بنسب متفاوتة، أدناها يحتوي على أصناف من الحالات الجاهلية التي لا تقترب إلى الحالة السوية لعقل إنسان يحترم عقله، أو دين مسلم يقدس ربه الحكيم العليم.

ها هو أحدهم يصب جام سخطه على اللغة العربية في ألفاظها ودلالالتها ويطلق على معجمها "تابوت القاموس" وفي الوقت ذاته يهاجم عقيدة الإيمان بالغيب ويعتبرها طقسًا فارغًا، فيقول في سياق حديثه عن دلالات اللغة وأستخدامها من قبل الأديب الأصيل: (. . . ويظهر ويكرر الدلالات الميتة كبديل دائم، وهذا هو الطقس الفارغ الذي يمارسه الكاتب العربي، حتى وهو يعتقد أنه يمارس شيئًا ذا أهمية، وهو نفس الطقس الفارغ الذي يمارسه أصحاب المعتقدات الغيبية وهم يعتقدون أنهم يمارسون حياتهم) (١).

وهو القائل في موضع آخر من كتاب "بحثًا عن الحداثة": (وفي الخرافة ثاني أساسيات الثقافة العربية بوصفه تفسيرًا للفاعلية وتعليقًا لها على وجود آخر غير منظور، وتنتشر تمثلات الخرافة تحت شتى المسميات فهي القدر مرة، وهي الشيطان أو الكائنات الأسطورية مرة أخرى) (٢).


(١) بحثًا عن الحداثة: ص ١١٠.
(٢) المصدر السابق: ص ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>