للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنكليز في سوهو، واعطاف الداعرات في هوليود، وانعطاف المنجل الشيوعي في موسكو أو بكين.

وفي تلك الغمرة اليسارية تنافس الماديون اليساريون في الانغماس في بحيرة الشيطان الماركسي، ومن ذلك قول أحد نقادهم في مقدمة كتبها لديوان الشيوعي العراقي سعدي يوسف: (كان الشعب بقواه الوطنية وجماهيره وأدبائه، يخوض نضالًا مريرًا ضد الاستعمار والحكومات الرجعية العميلة، والاقطاع والتخلف الثقافي، وسيطرة الفكر اليميني والغيبي، يوم بدأ سعدي يكتب الشعر، أو يحسب أنه يكتب الشعر. . .) (١).

وفي تلك الفورة الماركسية اليسارية (عقدت "رابطة الكتاب السوريين" يوم الخميس ١ تموز ١٩٥٤ م اجتماعًا عامًا بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تأسيسها، وفي هذا الاجتماع، قررت الرابطة الدعوة لمؤتمر للكتاب العرب يعقد في دمشق، وقد انعقد المؤتمر في مقر "الجمعية السورية للفنون من ٩ - ١١ أيلول ١٩٥٤ م وانبثقت عنه "رابطة الكتاب العرب" التي كانت من أهم الأحداث الثقافية في الخمسينات وقد كان "للثقافة الوطنية" دور رئيسي في التمهيد للمؤتمر، والدعوة إليه والمشاركة فيه، وتصف "الثقافة الوطنية" (٢) بحوث المؤتمر بأنها لم تكن "مستمدة من الغيب. . . " لا ولم تكن أيضًا تنضح بالقلق والنزعات الغربية، والتفجع على مصير الإنسان في هذا العصر الآلي العجيب، الثقافة الوطنية العدد ١٥ تشرين أول ١٩٥٤ م) (٣).

ويعبر أحمد دحبور عن عقيدته في اعتبار الإيمان بالغيب تخلفًا بقوله:

(ركب الغيب يعاني رمد الرؤيا. . يميد) (٤).

وبقوله:

(لا صوت ينبع من عروق الغيب) (٥).


(١) ديوان سعدي يوسف: ص ١٩ والقول لطراد الكبيسي.
(٢) مجلة حداثية ماركسية النزعة.
(٣) الحداثة الأولى: ص ٥٩.
(٤) ديوان أحمد دحبور: ص ٦٣.
(٥) المصدر السابق: ص ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>