للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزيد على هذه الأوصاف ولو تتبعنا وصف اللَّه تعالى لخطوات الشيطان لوجدنا أكثرها في هذا الوصف الذي أطلقه أدونيس على نفسه وصاحبه وسائر أتباع مذهبه.

ومن الانتساب للشيطان قول توفيق زياد:

(ألف شيطان يغني، في فؤادي ويهني

إنها فرحة عمري. . فرحة أكبر مني

من أزاميلي وأحلامي وما يصنع فني) (١).

فهذا شهد على نفسه، وصدق، وهو الماركسي الكذوب، أن الشياطين في فؤاده تغني، ولكن العجيب في أمرهم أنهم يفرحون ويفتخرون بذلك "فرح الجعل بدحروجته".

(وإذا الفاحش لاقى فاحشًا … فهناكم وافق الشن الطبق) (٢)

ولذلك تجد الثناء على الشيطان وعلى مواقفه!! وخاصة في معصية للَّه ومعارضته لأمره، ويعتبرونه بهذا الموقف رمزًا لهم في الرفض والتجاوز، والإثم والعصيان والمخالفة للسائد، والرد على اللَّه تعالى، والمناؤة لشريعته والتكذيب لخبره، وفي ذلك يقول أمل دنقل:

(المجد للشيطان. . معبود الرياح

من قال "لا" في وجه من قالوا "نعم"

من علم الإنسان تمزيق العدم

من قال "لا" فلم يمت

وظل روحًا أبدية الألم) (٣).


(١) ديوان توفيق زياد: ص ١٦٣.
(٢) لمسكين الدارمي. انظر: مجمع الحكم والأمثال: ص ٣٩٩.
(٣) الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ص ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>