للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا كتاب الصوفية والسوريالية للطاغوت الحداثي أدونيس فهو مليء بالغيبيات السوريالية والصوفية الباطنية، ولا يُمكن ذكر الشواهد منه، إذ الكتاب كله برمته شواهد على هذه القضية.

وقد رأينا فيما سبق أمثلة لغيبيات يقول بها ماركسيون عرب مثل سميح القاسم والبياتي، ولكن أعجب منهم في هذا الماركسي الفلسطيني "توفيق زياد" الذي رثى أحد زملائه الماركسيين (١) بقوله:

(يا أيها الغافي على صدر الخلود) (٢).

(وعلات مشنقة الطغاة بهامة

تستطلع الأسرار في الأبد الأبيد) (٣).

أي خلود وأي أسرار وأي أبد عند شيوعي مادي ملحد؟.

أمَّا قصيدته المسماة "أمام ضريح لينين" فإنها تذكر بصوفي قبوري، أو بسادن وثني بوذي أو هندوكي، حيث يقول:

(أمامه وقفت خافض الجبين

ضريحك الذي يعيش في القلوب

يا لينين

أحسست أنني أنا المعذب الشقي

المعدم الذي نصيبه من الحياة كوخ طين

أملك كل شيء. . .

أمامه وقفت حابس الأنفاس


(١) هو يوسف سلمان القائد الشيوعي العراقي اليهودي المعروف باسم فهد، وقد سبقت ترجمته: ص ١٣٥٩.
(٢) ديوان توفيق زياد: ص ٧٩، ٨٠.
(٣) ديوان توفيق زياد: ص ٧٩، ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>