للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوتك يحويني كما رج من نار

يصهرني

يصقلني

كالصليب كالألماس) (١).

وهي إلى آخرها من هذا القبيل.

وبعد فهذه هي الحداثة في أوضح صور تناقضها، وهي بشهادة أحد كتابها (لا أفق سوى العدمية والاستلاب. . .) (٢).

إذ إن أهم مميزاتها (تناقضاتها وثقتت رؤيتها لذاتها وللعالم. . .) (٣).

(إنها وعي المتاهة إذ تغدو المتاهة هي الحقيقة الواقعية الوحيدة. . .) (٤).

وهي الحداثة التي تحدث أنسي الحاج إلى أنها الاحتجاج المتمثل في صفاتها ومقوماتها ومميزاتها حيث يقول: (والحاجة اليوم أراها إلى كتابة تمزق حجابها بعدما تمزق وجدانها، إلى كتابة تقول: "المحرم والممنوع والمخيف والمهول والرائع والمدهش والمذهل والساحر والرهيب، ولو لعنت ورجمت واضطهد أصحابها حتى الموت. تقول البسيط والمرعب، القريب والأقصى، ضمن نظامها الخاص الذي هو حتمًا، مهما انحرفت، نظام الإغراء، أي الفتنة الإلهية.

الحاجة إلى كتابة العري، عري الذات والفكر والدخيلاء والحلم والكابوس، والنظر والبصيرة والشوق والاستيهام والنوايا، عري المنطق،


(١) المصدر السابق: ص ٣١ - ٣٢.
(٢) القائل هو عبد الرزاق عيد في قضايا وشهادات ٢ صيف ١٩٩٠ م/ ١٤١٠ هـ: ص ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٣) و (٤) مجلة الناقد، العدد ١ تموز ١٩٨٨ م/ ١٤٠٨ هـ: ص ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>