للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا وجدت الإرادة الجازمة، والقدرة التامة، وارتفعت الموانع وحصلت الشروط، وجد الفعل عندئذٍ.

وحاصل القول أنه لا يتصور انفكاك الإنسان عن إرادة تحركها عقيدة أو فكرة مّا، تتحول بعد ذلك إلى ممارسة وتطبيق.

ومن أوضح الأدلة ما ذكرناه في ثنايا هذا البحث من حقائق حول قضية الصراع بين الإسلام والمادية المتمثلة -في هذا البحث- في قضية الصراع بين الإسلام من جهة والعلمانية والحداثة من جهة أخرى.

فالمؤمن باللَّه ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا وبالقرآن والسنة منهجًا يعتقد ذلك يقينًا قاطعًا، ويوقن أن التدين للَّه تعالى لا يتم بالصورة الصحيحة المقبولة إلّا إذا كانت الحياة -كل الحياة- خاضعة -كل الخضوع- للَّه تعالى في كل شأن من شؤونها، وأن هذا المعنى الكامل الشامل الوحيد هو مقتضى كلمة التوحيد "لا إله إلّا اللَّه محمد رسول اللَّه".

وقد حاول بعض جهلة المسلمين، وبعض ذوي الأهواء من أبناء المسلمين أن يحرفوا هذا المعنى، وأن يقصروا الإسلام على أنه مجرد عقيدة وقيم خلقية!!.

والعلمانيون من أبناء المسلمين، من يعتقد منهم بأن الإسلام دينُ حقٍ من عند اللَّه تعالى، يدورون على هذا المفهوم الظالم الخاطئ الضال.

أمَّا الملاحدة منهم الذين لا يؤمنون برب ولا إله ولا دين ولا رسول ولا كتاب، فقد تمادوا في الغي إلى أبعد مدى، وجحدوا كل أنواع الهدى، وركبوا ظلمات الخرافات والجهالات المادية المعاصرة.

والفريق الأول من العلمانيين أشد خطورة، وأنكى في حرب المسلمين؛ ذلك لأنهم يتظاهرون بأنهم أهل دين وإسلام، وأنهم لا يرفضون الدين ولا يردونه يقولون -على زعمهم- أنهم إنّما يرفضون التطرف المديني، والتزمت الديني!!، ويرددون بأنهم لا يريدون سوى الإسلام الصحيح! الإسلام الذي يتوافق مع الحضارة، ومع التقدم، ويساير الحضارة الغربية!!.

<<  <  ج: ص:  >  >>