للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقيدة ومذهب، وله غاية وهدف، وله أسلوب ومنهج، وله سلوك وطريقة يعبر بها عن عقيدته ومنهجه، سواء سميت ذلك المنهج "اللامنتمي" أو "الوجودية الجديدة" أو أي تسمية أخرى فإنها في النهاية انتماء، أي اعتناق لعقيدة ذات أثر تطبيقي ومسلكي في الواقع.

إذن العقيدة هي المحضن الأساسي لأي عمل يقوم به الإنسان، وذلك على مقتضى طبعه الذي خلقه اللَّه عليه، كما أخبر بذلك الصادق المعصوم -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أصدق الأسماء حارث وهمام" (١).

(فكل أحد حارث وهمام، له عمل ونية) (٢)، (إذ كل إنسان لابد له من حرث، وهو كسبه وعمله، ولابد له من هم هو مبدأ إرادته. . .) (٣).

فالإنسان مفطور على هذه القضية، ومجبول في كل أعماله الحسية والمعنوية على هذا الأمر، فهو إذا توجه لعمل فلابد لهذا التوجه من إرادة وقصد ونية وعقيدة وفكرة تسبق هذا العمل.

فكل إنسان يهم ثم يعمل، وكل إنسان له حرث وحركة وهو العمل والنشاط والممارسة، وله قبل ذلك هم وإرادة وقصد.

والنفس بطبعها متحولة متحركة ما دامت حية، والإرادة والحركة الإرادية من لوازم الحياة.

والإنسان المختار - مهما بلغت درجة انحطاطه الفكري والاعتقادي لا يتصرف كيفما اتفق ولا دونما أسباب، ولا من غير دوافع.

والإرادة تنبعث في الإنسان من عقل مختار، له رؤية معينة "عقيدة، فكرة، مثل أعلى" منها ينطلق العزم على فعل أمر مّا أو تركه.


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب تغيير الأسماء ٥/ ٢٣٧، وأحمد في المسند ٤/ ٣٤٥.
(٢) الاستقامة ٢/ ٢٢٨.
(٣) مجموع الفتاوى ٢٩/ ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>