للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملاعين، لا تنحصر بهم، أهميتها أنها تتسع لجميع الآخرين الجميع يعبرون على ظهر ملعون.

. . . والمصابون هم الذين خلقوا عالم الشعر الجديد: حين نقول "رمبو" نشير إلى عائلة من المرضى، قصيدة النثر بنت هذه العائلة، نحن في زمن السرطان، نثرًا وشعرًا وكل شيء، قصيدة النثر خليقة هذا الزمن، حليفته، ومصيره) (١).

وليس هذا خاصًا بقصيدة النثر بل هو عام بفكرهم كله ويسلكهم جميعه، ومن أدلة ذلك ما سبق نقله، وما جاء في "البيان الشعري" الذي افتتحت به "مجلة شعر ٦٩" عددها الأول في أيار ١٩٦٩ م الموافق صفر ١٣٨٩ هـ: (. . . إن الشاعر الذي يصل في قصائده إلى النبوة، هو الذي يعرف كل شيء ولا يعرف، وهو الذي يقول ولا يقول، وهو الذي لا يكون في العالم رغم أنه موجود فيه. . . الشاعر وحشي يقف ضد كل شيء، ويهدم حتى نفسه عندما يجد ذلك ضروريًا. . . إن الشاعر لا يُمكن إلّا أن يكون مع المستقبل، لا لأنه كائن يتجاوز حتى نفسه، وإنّما لأنه هادم جبار أيضًا. . .

فالشاعر في ضوء مثل هذه الرؤيا، محرض على الثورة والتمرد ومقاتل يحدق بعيني نسر إلى المستقبل الذي لا يراه الآخرون) (٢).

والحداثة التي هي عقدة الأفاعي، حسب تعبير أحد نقادهم تعيش: (حيث لا أفق سوى العدمية والاستلاب، بعد إعلان نيتشه موت اللَّه "سبحان اللَّه وتعالى عما يقول الكافرون علوًا كبيرًا" والجمال معًا، والفن لم يعد يعوض عن الحياة بل يساهم في تعميق الاستيلاب نحوها، فسيموت الفن تاركًا إيانا في العراء، حيث الشمس السوداء للسأم والسوداوية شمس


(١) من مقدمة "لن" لأنسي الحاج، نقلًا عن قضايا وشهادات ٣/ ١٦٥.
(٢) مجلة شعر ٦٩ العدد الأول، السنة الأولى أيار ١٩٦٩ م/ ١٣٨٩ هـ، بغداد: ص ٣ - ١٦، وأصحاب هذا البيان هم: فاضل العزاوي، سامي مهدي، فوزي كريم، خالد على مصطفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>