للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"نعلن الفوضى" وسنأمل أن نكون أغنى وأعظم مما كانوا) (١).

ومن أقواله في هذا الصدد قوله: (ليس الشاعر من يكتب القصائد، الشاعر هو من يخلق فضاءً، لا "اعلّم"، بل أهدم وأحرّض) (٢).

وينقل مثل ذلك محمد جمال باروت عن ذوي الوعي النخبوى الليبرالي!! أصحاب قصيدة النثر التي يعتبرها أنسي الحاج "فنًا قدريًا ونهضويًا في آن واحد وفعل عصيان على ألف عام من الضغط والعبودية والجهل والسطحية، إن أنسي يصوغ مشكلة "قصيدة النثر" ببنية وعي، ترى فيها شكلًا من الجنون الرافض اللاعن. . . .

في سياق ذلك فإن "التخريب حيوي ومقدس" و"أول الواجبات التدمير" و"الهدم الهدم الهدم" حسب ما يرى أنسي، فشاعر "قصيدة النثر" "يستبيح كل المحرمات ليتحرر") (٣).

نعم لقد قال أنسي الحاج ذلك في مقدمة ديوانه المسمى "لن" واعتبر ذلك عند الحداثيين ثورة تقدمية ونهضة ثقافية!!، إلى غير ذلك من نعوت المدائح الحداثية، التي أترعت بها الملاحق والمجلات والكتب والمنابر الأدبية، الموجهة إلى كلمات طلسمية لا يفهمها قائلها، وإلى مضامين مزدكية تستجر أُسارى الشهوات الهابطة.

يقول أنسي الحاج في مقدمة ديوانه "لن": (لتكون قصيدة النثر قصيدة نثر. . . وفي كل قصيدة نثر نلتقي معًا دفعة فوضوية هدامة. . . يجب أن أقول أيضًا إن قصيدة النثر -وهذا إيمان شخصي قد يبدو اعتباطيًا- عمل شاعر ملعون، الملعون في جسده ووجدانه، الملعون يضيق بعالم نقي. . . إنه يستبيح كل المحرمات ليتحرر، لكن قصيدة النثر، التي هي نتاج


(١) زمن الشعر: ص ٢٣٩.
(٢) المصدر السابق: ص ٣٢٠.
(٣) الحداثة الأولى: ص ٢١٢ - ٢١٣، والأقوال التي يبين الأقواس من كلام أنسي الحاج نقلها باروت من مقدمة ديوان الحاج الذي سماه "لن": ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>