للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكأس، يا نصف إله محتضر، يا شيطانًا ما زال لنا؟) (١).

وما يدري العاقل من أي شيء يعجب، أمن هذه الصنمية الحداثية؟ أم من هذا الاعتراف الصريح بالإلحاد والشرك الكالح؟ أم من المدائح الحداثية التي تجعل الجعل وطعامه في درجة النحل وشهده؟!.

{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (٢).

وفي مجلة الناقد أيضًا كتب أحدهم أهم ملامح الحداثة العربية، تحت عنوان "مقاربة الحداثة" فيقول عن السمة التي سماها الخروج من الجمعية إلى الفردانية: (. . . الفردانية محاولة تحرر ومشروع توكيد الذات، ولدلك تعمد إلى خرق المألوف واجتراح التراث ومناوشة الأعراف والتقاليد، فلا غرابة إذا اعتبرت الروح الفردية العمود الفقري لحركة الحداثة) (٣).

(. . . والحداثة هي فعل شمولي كوني تحترق المألوف والمعتاد سعيًا وراء تحقيق مقاربة أفضل للقانون الأمثل. . .) (٤).

ثم يتحدث عن التعددية الوثنية الإغريقية ويجعلها المجال الواسع الذي تتحرك فيه الإبداعات، ويجعلها كذلك الأصل للحداثة الراهنة والمدد الفكري للتعددية المذهبية والحرية المعاصرة، يتحدث عن التوحيد ويشير إليه على أنه التخلف والجمود والسبب الأكبر للركود الإنساني!!، ويستطرد في وصف الوحدانية قائلًا: (من أهم مفرزات الوحدانية التقديس والتدنيس والتحليل والتحريم، وهي مفرزات إيمانية أن تحول التقديس إلى عصمة وتحول التدنيس إلى إدانة) (٥).

ثم يضيف: (الواحدانية تتناقض كل التناقض مع الحرية، إن وحدانيتها


(١) مجلة الناقد، العدد التاسع آذر ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٤٨.
(٢) الآية ٣٥ من سورة غافر.
(٣) المصدر السابق، العدد ٨ في شباط ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٣٠ مقال لحنا عبود.
(٤) المصدر السابق ٨/ ٣٣.
(٥) المصدر السابق ٨/ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>