للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان زمانًا داعرًا، يا سيدي، كان بلا ضفاف

الشعراء غرقوا فيه وما كانوا سوى خراف

وكنت أنت بينهم عراف

وكنت في مأدبة اللئام

شاهد عصر ساده الظلام

قافية الهمزة كانت بغلة عرجاء

يركبها الأمير كل ليلة ليلاء

كل القوافي أصبحت، ياسيدي، كالبغلة العرجاء

كان زمانًا داعرًا، كان بلا حياء) (١).

ويصور ماضي المسلمين وتاريخهم في صورة مزرية كريهة فيقول:

(وشهريار مات

وريث هذا العالم المدفون في أعماقنا يموت

المعدن الخسيس والياقوت

سفينة تغرق في عاصفة، تابوت

يضم عظمين وعنكبوت) (٢).

(وريث هذا العالم المدفون في الأعماق

يلهث مهزومًا على قارعة الطريق

يحمل وجه هالك غريق

ينام في المقهى ككلب جائع أفاق) (٣).


(١) ديوان البياتي ٢/ ٢٩ - ٣٠.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٨٥.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>