للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معروف ودرس على يديه، وعليه تخرج في الشعر والأدب، وتشيع وغلا في تشيعه وسب الصحابة في شعره، وهنا وجه آخر من أوجه إعجاب أدونيس بمهيار وتغنيه به وامتداحه له (١).

وطالما تغنى أدونيس بمهيار ومجّده وتنبأ له بالمستقبل الباهر، وفي المقطع الذي نقلناه آنفًا شيء من ذلك فهو "النطفة الخالقة" إشارة إلى أبديته وأبدية شعره ومبادئه، وهو العشب والصاعقة، وهذا تعبير عن التدمير والثورة والنماء، وغده ومستقبله مركب من النار ذات الإحراق والإضاءة، والربيع رمز الحياة والتجدد، والبذور يريد بها الأفكار والأتباع الذين أُعدوا لبث الفكرة ونشر العقيدة الباطنية الإلحادية، والجذور الوثنية البابلية التي يقول عنها:

(أخلق بابل في الأجناس وفي الأنواع وأخلق بابل في

الصلوات وفي الشهوات وأخلق بابل في الأرحام

وفي الأكفان، وأخلق بابل بين الخالق والمخلوق

وأخلق بابل في الأصوات وفي الأسماء وفي الأشياء

وأظل اللهب الضارب في الأشياء

خارج هذا الورق الرملي ادشن أنحائي

بالضوء، برغبة أن أبقى

خارج هذا الملْك عصيًا) (٢).


(١) مهيار الديلميّ هو مهيار بن مرزويه أبو الحسن الديلمي، كان مجوسيًا وأسلم سنة ٣٩٤ هـ على يد الشريف الرضي وهو شيخه وعليه تخرج، تشيغ وغلا في تشيعه وسب الصحابة رضي اللَّه عنهم، قال له ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها، كنت مجوسيًا وأسلمت فصرت تسب الصحابة. انظر: البداية والنهاية ١٢/ ١٤، وتاريخ بغداد ١٣/ ٢٧٦، ووفيات الأعيان ٢/ ١٤٩، والأعلام ٧/ ٣١٧.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة ٢/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>