للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأعدي كفنًا من جلد أنصاف الرجال!

وإذا شئت نقوشًا، وصليبًا، ونجومًا، وهلال

ووصايا وابتهال

طرزيها بيديك!!) (١).

ولا يحتاج المسلم -لكي يعرف دخيلة القوم- أكثر من هذا الكلام السخيف الهابط، وأحمد اللَّه على نعمة الإسلام والعقل، وقل لهواة الغواية ودعاتها: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)} (٢).

واعلم بأن هذه القاموس الهجائي ظاهرة مشهودة تفسر عمق استكبار القوم عن منهج اللَّه تعالى، وبغضهم لدينه القويم، وغارتهم العنيفة -المدفوعة الأجر- على هوية هذه الأمة ومقومات نهضتها وحياتها.

وثالث شعراء الأرض المحتلة بعد درويش وسميح، توفيق زياد الدرزي الماركسي، يتحدث بنفس مقتبس من كتاب "رأس المال" فيقول:

(ومن أين تأتي النقود

وهذي السموات رغم الدعاء

ورغم الصلاة صباح ومساء

أبت أن تجود ولو بالقليل

من الذهب المفتدى

لنملاء منه اليدين) (٣).


(١) ديوان سميح القاسم: ص ٢٣٧ - ٢٤٠.
(٢) سورة الكافرون.
(٣) ديوان توفيق زياد: ص ١٧٧ - ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>