للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جربًا تحت الجلود:

الظفر لا يجدي ولا يجدي الدواء

جرب أوغل حتى الأفئدة) (١).

أمَّا محمد شكري فإنه يسوق في روايته "الشطار" قصته مع عقد نكاح أجراه وهو الذي لا يؤمن بشريعة ولا دين!! أجراه وكتبه لأنه حسب قوله: (لم تحضرني أية شريعة تمنع ما سأقوم به، إن الفقر فوق القانون) (٢).

وبعد أن كتب للرجل والمرأة كتاب عقد النكاح قال: (سلمت للرجل نسخة وأمّنت الأخرى عند السي عبد اللَّه، جاءنا بالشاي مرة أخرى ودعا بالبركة، رفعنا أنا والسي عبد اللَّه أيدينا وشرعت أقرأ دعاء الخير والسي عبد اللَّه يردد آمين، ثم أخذت أتمتم بصوت خفيض قصيدة مهيار الديلمي التي أحفظها عن ظهر قلب:

أعجبت بي بين نادى قومها أم سعد فمضت تسأل بي

مد لي الرجل أوراقًا ملفوفة رفضها قائلًا:

أبدًا لا، إنه على خير. . .

انصرف الزوجان فقال لي السي عبد اللَّه:

هذا أعظم عمل خير تقوم به في حياتك، سيكون لك مستقبل عظيم إن شاء اللَّه) (٣).

قال اللَّه تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ


(١) الأعمال الشعرية لأمل دنقل: ص ٢٤٥.
(٢) و (٣) الشطار: ص ٦٤ - ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>