للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبابل بعد

وبابل وجه للأحياء وللأموات

يولد في أسمائي

بشر

يزدحمون ويقتتلون/ خذيهم

دليهم واحتضنيهم

كوني طرقًا لهم وفتوحات، يا أسمائي

فأنا الأبد المتشرد خارج أسمائي

أبديًا) (١).

هذه الأبدية التي يصف بها نفسه وشعره وفكره هي الفرع الفنيّ والأدبيّ -إن صحت التسمية- للفكرة الإلحادية التي أصلها في تلمود الحداثة كتاب الثابت والمتحول، وذلك في معرض حديثه عن سلفه جبران خليل جبران الذي يعده طليعة الحداثة العربية المعاصرة بكل ما يحتويه جبران من وثنية يونانية ونصرانية ومادية حسب تعبير أدونيس في قوله: (. . . يشكل نتاج جبران خليل جبران ظاهرة من مستوى آخر تتمثل في تجاوز القديم العربيّ وصهره في قديم أشمل يونانيّ -مسيحي- كونيّ. . .) (٢).

ويوجز أدونيس الدلالات الحداثية الأساسية التي أرساها جبران بشعره في نقاط عديدة، منها:

(أ - ليس العالم شيئًا مخلوقًا منتهيًا، وإنّما هو اندفاع متحرك لا ينتهي، إنه يولد باستمرار.

ب - رفض الشريعة أو القواعد المسبقة على جميع المستويات.


(١) الأعمال الشعرية الكاملة ٢/ ٣٦١.
(٢) الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>