للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي قضية الردة يتحدث عزيز العظمة -الذي لا يواري سوأة إلحاده- عن طه حسين وكلامه الذي كذّب فيه وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وبناء الكعبة، فيقول: (خلاصة القول أن الردة التي جوبه طه حسين بها، قامت على أساس إعادة الاعتبار للأسطورة، وإرجاع النص إلى مكانته المتعالية على التاريخ المؤسسة له في الخيال ورفض إمكانية المساءلة ووسمها بالخروج، واستندت هذه الردة. . . بتكفير من يكذب وجود إبراهيم وإسماعيل، إلى إعادة الاعتبار لمفهوم الكفر والردة في عصير هما ممجوجتان فيه) (١).

واستقر الفكر الحداثي والأدب الحداثي على هذا المنظور، تبعًا لأساتذتهم في المادية.

وتخدرت أحاسيسهم تحت وطأة هذا الأفيون القاتل فراحوا يعيثون في الأرض فسادًا، فقد سقط في حسهم وفكرهم أي معنى لقضية إيمان وكفر، وإسلام وردة، فانطلقوا يعبثون بكل شيء تحت حماية أمثالهم من الحكام العلمانيين الذين ملأوا السجون بعلماء الإسلام ودعاته الذين يطالبون بتحكيم شرع اللَّه في كل شأن، بدلًا من تحكيم أهواء البشر وزبالات أفكار البشر.

وهذا معين بسيسو له مقطوعة بعنوان "المرتد" يخاطب فيه نظيره، ويطالبه بقوله:

(اركع للورقة

اغرس قلمك. . .) (٢).

ثم يقول في آخرها معتزًا بشيوعيته ومفاخرًا بطاغوتها لينين:

(المهرب أين المهرب

لم تقهر أطفال لينين ولم تغلب


(١) الإسلام والحداثة: ص ٢٧٠.
(٢) الأعمال الشعرية لمعين بسيسو: ص ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>