للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدم"؟ كلها تصب في الغاية الحداثية المذكورة آنفًا.

وأمَّا الأسلوب الثاني وهو تخصيص شخصيات من علماء الإسلام ودعاته للطعن والتجريح فيهم، فهو الأسلوب الشائع المنتشر بينهم، وأقوالهم كثيرة في هذا الغرض، لا تخص في سياقهم المظلم، شتيمة أو استنقاص الشخص المعين فحسب، بل تتعدى إلى مجمل دين المسلمين وتاريخهم وقيمهم ونظام حياتهم وحضارتهم، ونكتفي هنا ببعض الشواهد:

منها مقطوعة أدونيس السيئة التي سماها "السماء الثامنة، رحيل في مدائن الغزالي" والتي حشد فيها ألفاظ هجومه وسبابه وشتائمه الحداثية على الغزالي -رحمه اللَّه- لكونه من علماء الإسلام، وقد بدأ هذه المقطوعة بقوله:

(قافلة كالناي والنخيل

مراكب تغرق في بحيرة الأجفان

قافلة مذنب طويل

من حجر الأحزان

أهاتها جرار

مملؤة باللَّه والرمال

هذا هو الغزالي) (١).

وفيها يقول:

(يبتديء السقوط في مدائن الغزالي) (٢).

(أهدم كل لحظة

مدائن الغزالي


(١) الغزالي قد سبقت ترجمته: ص ٤٨٤.
(٢) الأعمال الشعرية ٢/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>