للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدحرج الأفلاك فيها

أطفيء السماء) (١).

وهي مقطوعة طويلة مليئة بهذا الضرب من الأقوال النجسة، والتي لا يريد بها الغزالي في شخصه، بل يريد بها الإسلام كله: (وأي بارقة أمل في شبيبة ترتاح لمجمل هذا الأدب، أو بالأحرى لأخص خصائص قبحه؟.

وأمنية كل عربي اليوم أن يكون له وجود معتبر، هوية مستقلة تحوي مميزات الأمم ولا تذوب في خثارة من نبذتهم الأمم الحضارية من أصحاب المقاهي والنار جيلة والحشيش والهيبة!!.

إله يغرق في الرمال. . كلمة كافرة مفلسة يؤنس شبيبتنا بها طائفي، ويراد منه أن يكون رائدًا وموجهًا ومعلمًا لأدبنا الحديث!!. . . وهذا الطائفي الذي خرج من وراء الكواليس ليكون من قدر أمتنا الخائب أن يكون هو وأضرابه من معالم الأدب الحديث: افترى على الحضارة ما ليس فيها وليس عنده بديل صحيح. . إنه يتكلم بأسلوب البحث العلمي تارة، وبهيبية الأدب الحديث تارة عن ميتافيزيقيات طائفية هي منتهى الخرافة والرجعية، يبشر بهذه الكهانة الوثنية بعد تعتيم شديد، ويصب اهتمامه على تحطيم الثوابت الحضارية في أمتنا. . إن وثنيهم الكبير يصوغ قصيدة الغبار ليمزج شبيبتنا بالريح) (٢).

(. . . لاحظوا أن "مدينة الغزالي" تساوي "الإسلام" في سياق الشاعر، وتعني كل ماض عربي يحتمل أن يعيش في الحاضر) (٣).

وهذا نزار قباني يخاطب إحدى عشيقاته وقد هجرته إلى مخادنة أمير من أمراء النفط حسب قوله، فيقول لها:

(طالما كنت تريدين أميرا


(١) المصدر السابق ٢/ ١٢٣.
(٢) القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: ص ١٢٢ - ١٢٤.
(٣) المصدر السابق: ص ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>