للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مشعل

يقتحم الأسوارا

ويضيء الأنوارا

وسيصنع من كلماتي

من حبر دواتي

مدنًا وحدائق

ونجومًا ومطارق) (١).

وهذه المضامين المفرطة في تقديس الشاعر والشعر، وإعطائه من الأوصاف ما يسخر منه أولوا العقول؛ هي فرع عن التصور الضال الذي سبق الإشارة إليه مرات في هذا الباب.

وإذا كان الحداثيون يزعمون أنهم يتمردون على كل قيد ويصادمون كل إله وقداسة فلماذا نجدهم يرتمون في تقديس الأوثان الجاهلية البائدة والأوثان الجاهلية المعاصرة من مذاهب وأساليب وأفكار؟ بل إننا نجدهم ينحطون مع لوازم هذه العبوديات الكافرة إلى حد تقديس الحرف والكلمة كما في قول البياتيّ:

(أيها الحرف

الذي علمني حب الحياه

أيها الحرف الإله

آه لا تطفئ مصابيحك، آه

كل ما أكتبه محض صلاه

لك للعالم ما أكتبه


(١) المصدر السابق ٢/ ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>