للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان، تلك هي مغامرة المدنيات والثقافات. . . فعليه إذًا إبداع ذاته، وتغيير العالم وخلق ظروف حياته في هذه الفانية. . . .) (١).

ثم يصل في إجابته على الأسئلة إلى نقطة النهاية حيث قال: (يتحتم إدخال تعديلات على أحكام الشرع، والتسليم بأن بعض نصوصه. تجاوزها الزمن وضروريات الحياة العصرية) (٢).

وإن كان المسعودي التونسي يشير إلى الإسلام في مقطتفات من كلامه، على أساس أنه لا ينفي وجود الإسلام ولا أثره، وفق النظرة العلمانية، فإننا نجد غيره من حداثيي المغرب يعتبرون الإسلام واللغة العربية غزوًا دينيًا ولغويًا واقتصاديًا، ويعتبرونه استعمارًا تسلط على بلاد المغرب، وفتوحات عسكرية، تسلطت على الناس.

فهذا هو نبيل فارس البربري الجزائري يقول: (إن وصف تلك البلاد بالمغربية جغرافيًا وأحيانًا بالمستغربة، له دلالة رمزية أكيدة، وإذا ذكرنا تعرضها لغزوات لغوية، اقتصادية ودينية، لفهمنا تسمية "المغرب" هذه -وهي مستوردة أصلًا إذ أطلقها الآخرون عليها- فمصدرها غربة الأصل، ومردها نظرة العرب لهذه البلاد أبان فتحها. . .

. . . هيكلية الإسلام الذاتية المرتبطة بحلم التوسع الامبراطوري حلم الأمة الواحدة العائدة بقوة وعنف. ينبغي إذًا تخطي أمل العودة للأصل والقديم، بالنسبة لنا نحن المغاربة، الإسلاه ظاهرة تاريخية وافقت فتوحات عسكرية واستعمار) (٣).

ويقول البربري الجزائري الآخر كاتب ياسين الذي يتمنى أن اسمه كاتب لينين: (قبل الاستقلال كنت على قناعة من انتسابي إلى ماض أسطوري، بالتحديد إلى القبائل العربية الفاتحة، مثل بني هلال، ذلك أن في


(١) المصدر السابق: ص ١٦١.
(٢) المصدر السابق: ص ١٦٣.
(٣) المصدر السابق: ص ١٨٤ - ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>