للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تندرج عبارة "دعوة شاملة" في معرض خطبة دينية، يجب تحليل هذا المفهوم الكوني على ضوء معطيات تاريخية وثقافية جديدة. . . بالنسبة للإسلام، كما لباقي الديانات يتعين تجديد مفهوم الكونية والشمولية، وكيف سيتمكن الإسلام من الانسجام مع هذه الثقافة الكونية الشاملة المستقبلية! فهي مسألة تستدعي التأمل) (١).

ويعد هذه المراوغة لم يستطع إلَّا التصريح عندما سئل: هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم؟ أجاب: (أرفض هذه الصيغة، فالإسلام ليس بنظام حكم، لا تاريخيًا ولا عقائديًا) (٢).

أمَّا محمود المسعودي فإنه يعبر عن وجهة نظره العلمانية الرافضة لحكم الإسلام، فيجعل أساس ذلك، جعل الإنسان محورًا، بناء على ثقافته الفرنسية والتلقين الفرنسي الذي تلقاه من شبابه، فيقول: (. . . كأبناء جيلي، شبيت على أيدي موجهين فرنسيين، فلقنوننا الأدب الفرنسي. . . فكان لنا بمثابة عصارة الثقافة والحضارة إنسانية. المحور كان الإنسان في مكانته وكرامته ورسالته الإنسانية، إلى جانب هذا، انطبعنا على تحديد للإنسان، ضيق متحجر، فنحن من خلق اللَّه، وما جاء به الخالق يسيره القدر، أي اللَّه.

كتب علينا تقصي أسس لثقافتنا تبني على نظرة جديدة حول الإنسان وعيشة البيئي، غير تلك الموروثة عن أجيال الانحطاط) (٣).

ويقول أيضًا: (. . . المسؤولية والعظمة التي يتحلى بها الكائن البشري، كممثل للَّه في الكون، فينبغي عليه الخلق والإبداع لينوب عن الخالق في عمله الخارق، فعليه إذًا، رسم خطوط مصيره وابتداع ذاته أولًا، فالإنسان عطية الطبيعة حسب القرآن، والفطرة إطار خالي (٤) يملأه (٥)


(١) و (٢) المصدر السابق: ص ١٥١.
(٣) المصدر السابق: ص ١٥٥.
(٤) و (٥) هكذا والصواب إطار خالٍ يملؤه الإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>