للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الفرنسية هي لغة التحرر، واللغة العربية هي لغة الدين والعبادة واللاهوت؛ لأنهم يجهلون التراث واللغة والحضارة العربية الرائعة، إن موقفهم يعبر عن جهل وخيانة بل وعن خبث، وليسوا الوحيدين المعروفين بمفهوم "عرب الخدمات الفرنسية" الذين يستجيبون لأيديولوجية تعادي الحضارة العربية الإسلامية. . . إنه وصولية سياسية وإذا أردت أصولية أيديولوجية، وللأسف مثل هؤلاء يعدون أنفسهم حداثيين وتقدميين بالرغم من أن أدبهم يستجيب لمقاييس غير إبداعية، والدليل على ذلك ضحالة وضعف الكثير من الكتابات الأدبية التي يروج لها في الإعلام الغربي. . . عرب الخدمات الفرنسية يجحدون اللغة الفرنسية؛ لأنها تضمن لهم العيش باسم الأدب والصحافة -ثم يتحدث عن كاتب ياسين فيقول- للأسف لقد قال ما يرضي أسياده، وأنا لن أمسح له هذا الموقف، وسيبقى وصمة عار في جبينه، وسياسيًا ياسين يختلف عن الذين ذكرتهم، وسياق مواقفه تختلف من الأدباء المغاربين الذين "أدمنوا" على الانتهازية السياسية، لكنه بدوره يجهل الحضارة العربية الإسلامية، ووقع في فخ الخلط بين الموقف السياسي والمعرفة الحضارية والثقافية والتاريخية، في حين أن البعض "عرب الخدمة" لا يجهلون الحضارة العربية الإسلامية والإبداع الأدبي العربي، لكنهم منافقون لأغراض مصلحية ومادية) (١).

وهذه شهادة رجل من أهل الحداثة، ومن الذين تربو على الفكر المادي، بل هو من أجرأ الحداثيين على الاعتراف بالكفر إلى حد أنه يقول: (التدين عندنا خبث) (٢)، ويقول: (أنا الملحد) (٣) ويصرح بأنه يسعى التشكيل اتحاد ملحدين جزائريين يمكنهم الدفاع عن أنفسهم كجماعة، يكفيها شيء من الأقدام والجرأة لتفرض احترامها. . . نحن الأقلية المظلومة يعتري التباعد علاقاتنا مع السلطة خلافًا للمسلمين المؤمنين، فمن السهل أن


(١) جريدة الشرق الأوسط، العدد ٦٣٤٥ ففي ١٢/ ٤/ ١٩٩٦ م: ص ٢١ أجرى الحوار بو علام رمضاني.
(٢) و (٣) رأيهم في الإسلام: ص ١٦٦ - ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>