للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكون مسلمًا في هذه البلاد، ولكن من الصعوبة بمكان أن تكون ملحدًا) (١).

هذا الملحد الماركسي المتبجح يعلن عن خبرة ودراية عن الحداثيين الذين يمثلون -حسب قوله- "عرب الخدمات الفرنسية"، وسوف نجد أيضًا "عرب الخدمات الأمريكية" مثل الصايغ وجبران والريحاني و"عرب الخدمات الماركسية" مثل بو جدرة والبياتي وسعدي يوسف وبسيسو، و"عرب الخدمات اليهودية" مثل أميل حبيبي وسميح القاسم وتوفيق زياد، وكل هؤلاء يشهدون بواقعهم وبأشخاصهم وكتاباتهم على هذه الأوصاف الملازمة لهم.

ومن الأسماء الذين نص عليهم رشيد بو جدرة على أنهم من عرب الخدمات الفرنسية: عبد الوهاب المؤدب (٢)، الذي يقول: (لا أعتقد أن التوحيد هو تقدم بالنسبة للوثنية) (٣).

ويؤكد في ادعائية فجة أنه لا يتم بلوغ الكمال الإنساني إلَّا بعيدًا عن الضغوط الدينية في سبيل حياة أفضل بين الناس، بفعل منطق لا يحتاج معه الاستعانة باللَّه (٤)، ولما سئل: (هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم قال: كلا) (٥).

أمَّا عادل ظاهر فلن أنقل من كلامه شيئًا في هذا الصدد، وذلك لكثرته، وبشاعته، وامتلائه بالأكاذيب والجهالات والمغالطات التي يصوغها -


(١) المصدر السابق: ص ١٦٩.
(٢) عبد الوهاب المؤدب، حداثي علماني مغربي من ذوي الارتباط بالثقافة الفرنكفونية الفرنسية، يرى أن سمو التوحيد يتطلب برهانًا كما الوثنية، ويشكك في أمية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويرى أن عصر الخلفاء الراشدين لم يكن سوى مسرح للحروب الأهلية، ولقول أنه يدين بدين ابن عربي وينادي بالانفتاح على الأديان، وأنه لا يمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام نظامًا للحكم، بل يخشم أن يأتي حكم الإسلام. انظر: انظر: رأيهم في الإسلام: ص ٢١٣ - ٢٢٨.
(٣) رأيهم في الإسلام: ص ٢٢٦.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ٢٢٧.
(٥) المصدر السابق: ص ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>