للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يظن بجهله- في أسلوب فلسفي، وقد تحدث في ندوة دار الساقي في لندن عن "الإسلام والعلمانية" (١) وأطلق أباطيله، ونفث بعض حقده على الإسلام والمسلمين متظاهرًا بالموضوعية والنقاش المجرد، ولكن خبيئة قلبه المريض أبت عليه إلَّا أن يبدي ما استتر، ويظهر ما اختفى، ومثل هذا وأشنع منه وأخبث ما سطره بيده الشلاء في كتابه "الأسس الفلسفية للعلمانية" (٢) الذي أفاض فيه من الأقوال الخائبة، التي ينصر بها الإلحاد والعلمانية، ويحارب بها الإسلام لا في مجال الحكم والتشريع فحسب، بل في كل مجال من مجالات الإسلام، من العقائد والأحكام، والأصول والقواعد، ابتداءً بمحاولة هدم الوحي، والنبوة، وانتهاء بمحاولة هدم التطبيق والعمل المبني على الوحي والنبوة.

غير أن كتابته في هذا الكتاب وغيره تتميز بالإسهاب الممل، والغموض والتفكك والالتواء، وعدم القدرة على الإفهام والإيضاح، ومحاولة التفلسف الجوفاء، والبلادة في الأسلوب، وهو ما يذكر بقول الناقد الحداثي حامد أبو أحمد (٣)، الذي يصف فعل الحداثي الذي: (اقتطع بعض أجزاء مفرقة من الكتاب الأجنبي ثم ترجمها مع بعض التصرف أو الاختصار، ثم ربط هذه الأجزاء المبعثرة بطريقة الربط التي شاعت في كثير من الكتب خلال العشرين عامًا الماضية، وهي طريقة يعلم الكافة الآن أن لها خصائص محددة من بينها أنك يا عزيزي القارئ ينبغي أن تضرب رأسك في الحائط حتى تفهم، وإذا لم تفهم فهذا أفضل؛ لأنك في هذه الحالة لن تكتشف


(١) الإسلام والحداثة: ص ٧١ - ١٠٠.
(٢) الأسس الفلسفية للعلمانية لعادل ظاهر، إصدار دار الساقي، ويقع في ٤٢٩ صفحة.
(٣) حامد حامد يوسف أبو أحمد، ناقد حداثي متخصص في الأدب الأسباني، حصل على الدكتوراه من جامعة مدريد، أستاذ مشارك في معهد اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، له كتب عديدة أكثرها مترجم، ومنها رواية من قتل موليرو للكاتب البيرواني ماريوبارجس يوسا، التي أحدثت ضجة كبيرة بسبب الجنس المكشوف فيها، وله كتاب نقد الحداثة مع إشادة ومديح لبعضهم، كشف فيه عن بعض سوءات الحداثيين. انظر: الغلاف الخلفي لكتابه نقد الحداثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>