للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلفهما حكم عدل يتساقط عدلًا

فاستغفر، واختر أحد الموتين

أو ارحل، دون وطن) (١).

وهي مقطوعة طويلة انتخبتُ منها ما يناسب الاستشهاد، وقد ملأها بالسخرية باللَّه تعالى ودينه وشريعته ومزج ذلك -تهكمًا واستخفافًا- بالنفط، إشارة إلى هذه البلاد التي تحكم محاكمها على الزناة بالحد الشرعي، وألصق كل ذلك بالأمريكان، حسب التفكير اليساري أيام كانت دولتهم الناصرية وأمها السوفيتية، فكان المثقف اليساري الذي يريد إثبات يساريته لابد أن يذم عدوه بالعمالة للامبريالية والأمريكان، واليوم وبعد أن تغيرت الأمور، واستطار شأن اليهود والأمريكان نراهم يهرعون للعق موائد الامبريالية التي طالما اعتبروها عدوة الشعوب، مثيرة الحروب، واعتبروها سبة لا يعادلها سبة؛ ولذلك نادى دحبور في هذه المقطوعة بعد أن سبّ اللَّه تعالى وتقدس، فقال:

(بساط اللَّه يحاط بجيش اللَّه الأمريكي. . .) (٢).

ثم قال بعد ذلك:

(يا أعداء العلم الأمريكي اتحدوا) (٣).

وعلى أية حال فإن العداوة لدين اللَّه وشريعته تقتضي أن يكون المعادي لها والرافض لتطبيقها قد انتمى إلى عقيدة أخرى، ارتضى منهجها وقبل حكمها، ودعى إلى سبيلها المظلم، أيًا كان هذا المنهج أو الحكم أو السبيل، فما دام أنه ليس منهج الإسلام ولا حكم اللَّه ولا سبيل المؤمنين، فليس إلَّا الضلال والردى، بأي اسم تسمى، وبأي شعار ظهر، وإلى أي دولة أو مذهب أو فلسفة انتمى {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ


(١) ديوان أحمد دحبور: ص ٥٠٧
(٢) و (٣) المصدر السابق: ص ٥١٦ - ٥١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>