للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢١) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢)} (١).

ويقول علاء حامد مؤسسًا قاعدة إلحاده: (نحن الحقيقة وما عدانا هو الوهم، نحن الحقيقة والحقيقة نحن، وطالما أن اللَّه حقيقة، فلسنا سوى اللَّه، الأمطار دموعه، والريح زفرته، والغضب بواكينه، والعلم عقله، والإنسان وسيلته، والسلطان رغبته، والكون سلوته.

وإذا كان اللَّه والإنسان واحد [كذا] لا يتجزء فلماذا يعجز الإنسان عن المعرفة الكلية؟!) (٢).

وهذه القاعدة الإلحادية المتمثلة في تأليه الإنسان هي أساس رفضهم للدين، وردهم لحكم رب العالمين، واعتناقهم للمناهج الأرضية، وتقديسهم للأحكام البشرية.

وعلى هذه القاعدة جرى علاء حامد في غيه الإلحادي، فراح يسوق اعتراضاته الجاحدة، وانتقاداته الساخرة لأحكام شرع اللَّه، فاعترض على قضية الميراث وزعم -جهلًا وادعاءً- أنها كانت قبل الأديان ثم قامت الأديان بترجمتها توجمة غير أمينة (٣)، واعترض على الوصية في التركة (٤)، ودعا إلى المساواة المطلقة بين الرجل والأنثى (٥)، ودعا إلى نبذ الزواج والمعاشرة الزوجية التي سنها الدين ونظم أمورها (٦)، واعتبر العقوبات الشرعية في قطع السارق ورجم الزاني المحصن وقتل القاتل عقوبات قاصوة عن النظرة الحديثة التي يجب أن تسود (٧)، وتهكم بأحكام الحجاب وبالمتحجبات (٨)، وشرع يصف الأديان -ويقصد الإسلام- بالعجز والقصور


(١) الآيات ١٩ - ٢٢ من سورة فاطر.
(٢) مسافة في عقل رجل: ص ٨.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٨١.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ١٨٣.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ١٨٦، ١٨٩.
(٦) انظر: المصدر السابق: ص ١٨٧.
(٧) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٦، ٢٠٩، ٢١٢ - ٢١٣.
(٨) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>