للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصوص -اللَّه- محور اهتمامه ونقطة انطلاقه فإننا نجعل المتلقى - الإنسان بكل ما يحيط به من واقع اجتماعي تاريخي هو نقطة البدء والمعاد) (١).

ثم ينفي أن يكون القرآن هو كلام اللَّه تعالى، ويجعل اعتقاد المسلمين بأنه كلام اللَّه المنزل مجرد تبرير ديني لوضع اجتماعي؛ وذلك لأن القائل بذلك: (يضفي على رؤيته تلك قداسة يستمدها من امتدادها التراثي وعبق التاريخ موهمًا أنها الإسلام ذاته) (٢).

ثم يرجح قول المعتزلة في خلق القرآن، ثم يصل إلى غايته حين يجعل النصوص الشرعية وما بني عليها وما يستنبط منها مجرد نصوص لغوية، وذلك في قوله: (إن النصوص الدينية ليست في التحليل الأخير سوى نصوص لغوية) (٣).

وهنا ظهر المخبوء وتجلت حقيقة نظرته إلى الدين من خلال نظرته إلى نصوص الوحي، فما دامت النصوص عنده لغوية ومخلوقة، فهي مثل أي نص لغوي ومثل أي مخلوق بشري قابلة للمناقشة والرد والرفض، وقابلة للاستمرار والانقطاع، وليس فيها أي قداسة، بل القداسة عنده مجرد وهم مصطنع، يقول: (الآن أصبحنا في موقف يسمح لنا بالقول بأن النصوص الدينية نصوص لغوية، شأنها شأن أي نصوص أخرى في الثقافة) (٤).

ثم يصرح بأن الوحي أصبح بشريًا (صار الإلهي بشريًا أو تأنس الإلهي) (٥).

وبناء على ذلك فإنه يجعل "الحاكمية" (٦) التي يقول بها علماء الإسلام ودعاته وأولياؤه مجربى وهم قائم على اعتبار أن الوحي من عند اللَّه، وأن النص الشرعي نص مقدس.


(١) المصدر السابق ٢/ ٣٨٧.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٣٨٨.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٣٨٩.
(٤) و (٥) المصدر السابق ٢/ ٣٩١.
(٦) انظر: المصدر السابق ٥/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>