للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان حكمة أن تجيء إلى الوجود وأنت تموت؟) (١)

أمّا نازك الملائكة (٢) فعلى الرغم من تحفظاتها على الحداثة عقيدة ومسلكًا ومحاولاتها كسر حدتها إلّا أنها كانت من أوائل من نشروا هذا المذهب ونصروه ودعوا إليه، ولم يتبين لها خطورة ما فعلت إلّا بعد فوات الأوان، وكان مما قالته في قضية عبث الحياة والوجود والشك في غاية الوجود الإنسانيّ:

(هكذا جئت للحياة وما أد … ري إلى أين سوف تمضى الحياةُ

وسأحيا كما يشاء لي المجـ … ــــــهول حيرى تلهو بى الظلماتُ

ها أنا الآن حيرة وذهول … بين ماض ذوى وعمر يَمرُّ

لست أدري ما غايتي في مسيري … آه لو ينجلي لعيني سرُّ) (٣)

وتقول أيضًا:

(ماذا وراء الحياة؟ ماذا

أي غموض وأي سِرّ


(١) ديوان السياب: ص ٥٤١.
(٢) نازك الملائكة ولدت في بغداد عام ١٣٤٢ هـ/ ١٩٢٣ م لأبوين شاعرين، درست في دار المعلمين العالمية ثم توجهت إلى أمريكا لدراسة الإنجليزية وآدابها، تجيد عدة لغات وعندها عدة شهادات، وعملت أستاذة في كلية التربية في جامعة البصرة، تعتبر من رواد الحداثة ومن أوائل الذين رسخوا الشعر الحر، ولكنها ما لبثت -بعد أن اكتشفت فداحة الجناية الحداثية- أن نقدت الحداثة وخاصة في شقها الفنيّ. انظر: تاريخ الشعر العربي الحديث: ص ٦٧٧، والصراع بين القديم والجديد ٢/ ١٢٧٧.
(٣) ديوان نازك الملائكة ١/ ٢٨ - ٢٩، وفي ص ٣٦٢ كررت هذا القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>