للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسأل سؤال المتشكك المضطرب الحائر الخائر الذي لايعلم لماذا ولا إلى أين يذهب؟ فتقول:

(لماذا نعود؟

أليس هناك مكان وراء الوجود

نظل إليه نسير

ولا نستطيع الوصول

مكان بعيد يقود إليه طريق طويل

يظل يسير يسير

ولا ننتهي ليس منه قفول. . .) (١).

أمّا ثالثة أثافي الحداثة عبد الوهاب البياتيّ فيقول واصفًا فكرته المغلقة أن الحياة عبث وضياع وانتحار:

(لابد أن نختار

أن نقبض الريح وأن ندور الأصفار

أن نجد المعنى وراء عبث الحياة

فالعيش في هذا المدار المغلق انتحار) (٢).

ولكن صلاح عبد الصبور (٣) وهو من أوائل كهان الحداثة قد أسرف في


(١) المصدر السابق ٢/ ٢٥٦.
(٢) ديوان البياتيّ ٢/ ٩٦.
(٣) صلاح عبد الصبور شاعر من مصر، ورائد من رواد الحداثة، مليء شعره بالمضامين الحداثية المنحرفة، كما في قصيدته "الناس في بلادي" و"مأساة الحلاج" وغيرها، تأثر بشعراء الغرب خاصة أليوت وكافكا وغيرهما، وبذل جهدًا كبيرًا في نشر المضامين الحداثية والعلمانية، وكانت خاتمته الموت بالسكتة أثناء ليلة رقص وخمر في منزل أحمد عبد المعطي حجازي، لما عوتب عن موقفه الموالي لدولة اليهود ومسايرته للسادات في ذلك، وكان ذلك سنة ١٤٠١ هـ/ ١٩٨١ م. انظر: تاريخ الشعر العربي =

<<  <  ج: ص:  >  >>