للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الباب وتوثب على الحقائق مكابرًا يقرر العبثية في صيغة أسئلة شكية مرتابة، وذلك في قصيدته الشهيرة "الناس في بلادي" حيث يصورهم -وهم من المسلمين بلا شك- لأنه يتحدث عن مصر كنانة الإسلام، يقول صلاح عبد الصبور:

(وعند باب قريتي يجلس عمي مصطفى

وهو يحب المصطفى

وهو يقضي ساعة بين الأصيل والمساء

وحوله الرجال واجمون

يحكي لهم حكاية. . . تجربة الحياة

حكاية تثير في النفوس لوعة العدم

تجعل الرجال ينشجون

ويطرقون

يحدقون في السكون

في لجة الرعب العميق والفراغ والسكون

ما غاية الإنسان من أتعابه، ما غاية الحياة؟

يا أيها الإله!!) (١).

وبهذه الطريقة الشكّية يزجي صلاح ريبه في صيغة سؤال استنكاريّ يوجهه إلى اللَّه تعالى عن غاية الحياة، غير أنه في موضع آخر يتجاوز هذه الأسئلة بتقريرية واضحة قائلًا:

(تسألني رفيقتي: ما آخر الطريق؟


= الحديث: ص ٦٦٥، قضايا الشعر الحديث: ص ٥٥٧، ٢٦٢ - ٢٦٨، ورفاق سبقوا: ص ٢٤١ - ٢٥٠، ٢٧٠ - ٢٧٢.
(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>