للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس الإنسانية من خلال عالمها الداخلي، ولكنهما وصلا في النهاية إلى نتيجة واحدة في موضوع الدين والأخلاق، واتخذوا التفسير الحيواني للحياة الإنسانية وللإنسان.

التقى ماركس وفرويد عند نقطة تسخيف الدين والأخلاق واعتبارهما قيمًا غير أصيلة في الحياة البشرية، وإنّما انعكاسًا لشيء آخر، مادي في أصله وحيواني.

بيد أن فرويد كان أفحش وأخبث في تلويثه للنفس الإنسانية والانحطاط بها إلى الحضيض، وذلك من خلال نظريته المسماة نظرية التحليل النفسي (١) حين قرر أن الحياة النفسية للإنسان ليست حيوانية فحسب ولكنها كلها تنبع من جانب واحد، من جوانب الحيوان جانب الجنس، الذي اعتبره العامل المهم بل الوحيد المسيطر على كل تصرفات الإنسان، ويُمكن تلخيص حيوانية فرويد -التي يطلق عليها اسم نظرية التحليل النفسي- في عدة نقاط:

١ - الإنسان ليس مخلوقًا للَّه تعالى، بل هو نتاج الطبيعة، وهو في أصله حيواني.

٢ - الإنسان ليس فيه شيء اسمه الروح بل هو مجرد جسد.

٣ - التكوين النفسي للإنسان على ثلاث درجات بعضها فوق بعض، أولها وأدناها الطاقة الشهوانية وموطنها الذات السفلي وهي طاقة جنسية لها السيادة التامة، ثانيها النفس الواعية التي تواجه المجتمع وتحتك به، وتحاول التوفيق بين الرغبات المتناقضة في داخل النفس، وبين الحقيقة المادية الخارجية، ثالثها الذات العليا، وهذه تنشأ من تلبس الطفل بشخصية والده،


(١) مدرسة من مدارس علم النفس، وطريقة لمعالجة الأمراض العقلية والعصبية قام بتطويرها سيغموند فرويد، تشدد بصورة خاصة على ظاهرة العقل الباطني أو اللاشعور، وتقوم على اعتبار الإنسان مجرد مادة وحيران في الأصل والمنشط، وأن أصل جميع تحركاته وأعماله في اليقظة والمنام تنبع من الدافع الجنسي. انظر: موسوعة علم النفس: ص ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>