سعادة الفرد إلّا بسحق الدين والأخلاق وتقاليد المجتمع، وأول ما تبدأ سعادة الفرد وحريته بالحصول على اللذة الجنسية وإطلاقها من قيود القيم الخلقية والدينية، ليتحقق للفرد شعوره بذاته واستقلاله وحريته وسعادته.
وبالطبع لقد اختار الناس الطريق الثاني، فهو أسهل وألذ، ولا يكلف شيئًا، في حين أن الطريق الأول قد تحطمت أسباب بقائه منذ الصراع القديم بين الكنيسة والعلم.
وبعد الحرب العظمى الأولى وجدت الأرض الاجتماعية والنفسية القابلة لهذه النظرية فقد جند للحرب ملايين الشباب وعاشوا في أتونها سنين عديدة تحت ألوان القصف والتدمير الحسي والمعنوي، وقتل منهم الملايين وبعد انتهاء الحرب انفلت البقية من خنادق القتال بعد كبت وقهر الحرب ضمأى يبحثون عن أي شيء يروي غرائزهم المشتعلة.
وكانت المرأة قد أخرجت من بيتها بعد قتل عائلها، تبحث عن الرزق في المصنع وفي غيره، وهناك وقعت الواقعة وكانت الفرصة مناسبة لاتباع تعاليم خرافة فرويد، وكانت الظروف كلها تدفعهم للانطلاق في هذا المضمار، ووجدوا في فرويد ونظريته المتكأ العلمي -كما زُعم لهم- فانطلقوا خلف نزواتهم الجنسية الملتهبة.
وتحولت القضية تحولًا كاملًا، فبدلًا من ظهور أصحاب التحلل الخلقي والشذوذ الجنسي في هيئتهم الحقيقة كمجرمين وشاذين ومنحرفين، هيأت لهم نظرية فرويد السند العلمي -بزعمهم- ليقولوا إنّما نحن من أتباع العلم، ورواد التقدم، وطلائع التحرر، وهذه أولى بالاتباع وأحق بالاعتناق من أساطير الأخلاق والدين.
وتركزت الفتنة في أول أمرها فيما أسموه "تحرير المرأة" فأخرجوها في الشوارع عارية سافرة وبغضوا إليها المنزل والاستقرار فيه، وجعلوا العمل في المنزل وتربية الأولاد سبة تنفر منها كل امرأة عصرية، وكتب في ذلك الكتاب والصحفيون والإعلاميون والأدباء، وتحركت الأفلام السينمائية ثم التلفازية ثم أشرطة الفيديو تصور المرأة عارية داعرة داعية إلى الفساد،