وتحركت بيوت الأزياء، ومعارض الأزياء وأدوات الزينة، ووسائل الدعاية متخذة من المرأة سلعة وأسلوبًا للترويج من خلال إظهار المفاتن وكشف العورات.
وأضحت هذه كلها وغيرها صورة عادية من صور الحياة الاجتماعية، وأضحى المجتمع المنحل لا يستغني -لشدة ألفه وانطماس بصيرته- عن المرأة الفاتنة الجذابة بجسدها بل بعورتها!!.
وأصبحت هذه الفتنة جزءًا من الحياة، واستمر الحال في ازدياد، حتى أصبح لكل فتاة عشيقها أو صديقها الذي تمارس معه الجنس كاملًا في أغلب الأحيان، وأصبح الأمر عرفًا اجتماعيًا عاديًا لا يستطيع أحد أن يفكر في استنكاره فضلًا عن الجرأة في ذلك، إلّا بقية قليلة ضعيفة تنادي في خضم هذه الأمواج المتلاطمة بالعودة إلى الدين والأخلاق، ويضيع صوتها، بل توصم بالجنون والتخلف والرجعية، فقد استقر عند الجميع أن الدين والأخلاق عوائق لابد من تحطيمها!!.
وتمادى الحال حتى وجدت بيوت الدعارة المحمية من الدول، وجمعيات الشاذين والشاذات الذين يطالبون بحقوق التحرر الكامل كما يريدون، وتصل قوتهم إلى حد دخولهم نسيج السياسة والحياة العامة ليطالبوا بالمزيد من التحلل والشذوذ والمزيد من الحماية، وطلب سن القوانين لحماية حقوق أصحاب الشذوذ والجريمة والانحراف، كما حدث في بريطانيا حينما خرج الشذاذ من الرجال في كامل زينتهم وعريهم واضعي المساحيق على وجوهم والحلي في آذانهم وأعناقهم، مبرزين مؤخراتهم كاتبين عليها عبارات الدعاية لفاحشة اللواط، خرجوا في مظاهرة عارمة في شوارع لندن يطالبون بتشريع قانون يبيح للبالغين إقامة علاقات الشذوذ الجنسي، وإبطال كون ذلك مخالفًا للقوانين، وبالفعل حصلوا على ذلك في عام ١٤٠٩ هـ/ ١٩٨٩ م (١).