للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلاشيه في بحيرات النتن، في الجنس والخمر والحشيش، في التفاهة والعربدة والمجون والسقوط والضياع (١)، وصدق اللَّه القائل: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (١٢)} (٢).

أمَّا كتابه "رحلة نحو البداية" الذي خصصه للحديث عن نفسه وفكره وحياته وفلسفته في الحياة، لا باعتباره مجرد كاتب وروائي بل كما قال مترجم هذه الرواية أن ويلسون اكتشف أنه (منقذ الفلسفة الغربية من الأفلاس) (٣)، فما هي حياته التي وصفها في هذا الكتاب، إنها قصة حياة الضياع والتشرد والتيه والانحلال، حياة التناقض والتشاكس والعبثية والضنك، سواء كان ذلك في وصفه لحياته أو لحياة أمثاله من الكتاب والفلاسفة، أو لحياة بعض عامة الناس.

وسوف أذكر بعض مفردات هذه الحياة مشيرًا إلى صفحاتها في الهامش: الضجر والفراغ، اللامبالاة، الافتقار للهدف، اللواط الذي وقع به وهو صغير، وسمى الفصل الرابع "العدمية" وبدأه بذكر إحساسه العميق بعبثية الحياة، وكراهته للجنس البشري، وتفكيره في قتل نفسه، ووصفه للدياثة، وكتابته لرواية عن الشذوذ الجنسي على ضوء فلسفة فرويد، وإلحاده، وعبادته للشيطان، ووصفه للشذوذ الجنسي بين أفراد الجيش البريطاني، وأثر الدعايات التجارية الجنسية في إثارة الجنس لدى الشباب، وتصويره لبعض أعماله الداعرة، وعلاقته بأحد الشاذين جنسيًا، وشرحه عن المقاصد الجنسية والنفسية والخلقية لروايته طقوس في الظلام، وتصريحه بأن الحضارة تجعلهم خانعين كالأغنام ثم تقتل أرواحهم من الجوع والجدب، وانضمامه إلى مجموعة الفوضوين في لندن، وذكره علاقته الداعرة مع فتاة شيوعية والجنس القذر معها وإصابته بالعجز الجنسي، ووصفه لحياة التشاكس


(١) انظر: رواية ضياع في سوهو ترجمة يوسف شرور وعمر يمق، وكتاب أوروبا إلى أين؟: ص ٥٦ - ٥٩ ليوسف فرنسيس.
(٢) الآية ١٢ من سورة محمد.
(٣) رحلة نحو البداية: ص ٣، والقول للمترجم سامي خشبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>