للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حي الحشاشين والسكارى والمعربدين تطالعك مئات الصور من الأولاد الذكور تتراوح أعمارهم ما بين تسع سنوات إلى تسع عشرة سنة يعرضون أنفسهم لمن يمارس معهم الشذوذ مقابل المال، ٥٠ % من هؤلاء من بورتوريكو، و ٣٠ % من السود، و ٢٠ % من البيض، وهؤلاء الأولاد لا يأوون إلى منازلهم، بل إلى دور السينما في أكثر الأحيان، وإذا عادوا إلى منازلهم فيعودون عند مطلع الفجر حيث يجدون أهاليهم بانتظارهم ليقبضوا منهم ما جنوه خلال الليل، أو لا يجدونهم لا فرق، فيجب على هؤلاء الأولاد أن يناموا ليستيقظوا في مساء اليوم التالي ليعودوا إلى الشارع الثامن النيويوركي ليفتشوا عن المشتري (١).

١٥ - صدر في بريطانيا كتاب بعنوان "في البالوعة" يتحدث فيه أحد أعضاء "جماعة التافهين" عن نفسه وعن جماعته يقول: (نحن نريد أن يرانا الناس مختلفين نحن نريد أن نبدو لهم كالشياطين والناس لا يستطيعون التوقف عن النظر في وجوهنا وملابسنا؛ لأننا سحرناهم وفتناهم بهذه التقليعة إنهم جميعًا يقفون مشدوهين ويظنون بأننا خياليون غريبو الأطوار) (٢).

وصورة غلاف الكتاب تدل فعلًا على أن فكر هؤلاء التافهين هو على مستوى عنوان الكتاب، فالغلاف عبارة عن صورة فتاتين:

الأولى حلقت شعرها إلّا من خصلات قصيرة، رفعت إلى أعلى بمادة صمغية ودهنت بلون فضي براق فبدأ صلع رأسها في بعض أجزاء من رأسها وخاصة في المقدمة، أما رقبتها فلفتها بحلقة جلدية مثل التي تربط في أعناق الكلاب، ووجها أقرب للبشاعة بسبب الأصباغ المتنافرة التي لطخت بها وجهها.

أمَّا الفتاة الأخرى فهي أكثر بشاعة حيث حلقت كل شعرها وظهرت صلعاء وزاد من بشاعتها تلك الأصباغ السوداء التي امتدت من عينيها إلى


(١) المصدر السابق: ص ١١٩ - ١٢٠.
(٢) في البالوعة: ص ١ - ٢ نقلًا عن كتاب جولة في عالم التيه: ص ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>