الاحتشام، وأضحى السفور والتبرج والاختلاط سمة عادية مقبولة عند كثير من الناس، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه.
وأمام هذا الطوفان الهائل من الفساد والإفساد إفساد المرأة والإفساد من خلالها، تحركت غرائز الشباب وتملكت عقولهم الشهوات، ومتى غرق العقل في الشهوة، وتدنست النفس في الغريزة أمكن أهل الشر وبغاة العلو بالباطل التلاعب بالعقائد والأفكار والسلوك وسائر الأخلاق الشخصية والاجتماعية، وأمكن سلب إخلاصهم لأمتهم ومجتمعهم وبلادهم.
وهذا ما حصل فعلًا في كثير من بلدان المسلمين، حيث استطاع الأعداء أن يسخروا فئات من أبناء هذه البلدان ليسعوا في الأرض فسادًا وليكونوا كما قال اللَّه تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (٢٧)} (١).
٤ - الإفساد بالخمر والمخدرات، لقد دخل الاستعمار بلاد المسلمين وما فيها من يجاهر ببيع الخمر أو صنعه، وما فيها من يفكر أن يتحاكم إلى غير الإسلام، وما في مجتمعاتهم من تخرج سافرة عارية أو شبه عارية، ولم يخرج الاستعمار من هذه البلدان إلّا وشرع اللَّه مستبعد، ومكانه القوانين الجاهلية، والمرأة متبرجة مختلطة مسترجلة، والخمر تصنع وتباع كأنها الماء الزلال!!.
عملوا على نشر المسكرات والمخدرات بين أبناء المسلمين لما فيها من إضرار على العقول والنفوس والأجساد والأخلاق، وها هي بريطانيا أيام قوتها كانت تستعمر الصين وترضخه لسلطانها بوسائل عديدة منها "الأفيون والحشيش" وقد علم من استقراء أحوال المجتمعات والأفراد أن المفاسد يجر بعضها بعضًا، والخمر أم الخبائث تجر إلى المخالطة الفاسدة، ثم إلى جلسات الاستمتاع بالفاحشة وإلى القتل والمعاداة، بل تجر إلى خيانة الأمة "الخيانة العظمى" والتبرع بأسرارها، والتنازل عن مقومات قوتها، وتسليم