للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو التحرر، فها هي الفتاة تحمل الشهادة الجامعية أو الشهادة العليا!! أليست هذه هي علامة التقدم؟.

ومن هذا المجال انطلقت المرأة أمّا ومعلمة وعاملة تضع بصمات ما تأثرت به على الأجيال اللاحقة، فتوالى الفساد والإفساد وتكاثرت أسبابه.

- وأفسدوا المرأة بدعوتها إلى العمل وإخراجها من بيتها، بدعوى عدم تعطيل نصف المجتمع وقالوا: نضعها في العمل المناسب لأنوثتها أو لتقاليد المجتمع، ولما استقر الأمر وقبل به الناس جعلوها سكرتيرة للرجال ومضيفة في الطائرات والفنادق، وموظفة في الدوائر العامة والشركات، وعاملة في المحلات التجاربة تجذب المشتري بأنوثتها ودلالها!!.

- وأفسدوا المرأة بالأزياء البعيدة عن الحشمة والعفاف والمليئة بالشذوذ والإغراء، وحركوا في داخل المرأة مرضى حب البروز، البروز بملابسها وفتنة جسدها، بل أوصلوها إلى مستنقع الاستعراض والإغراء.

- وأفسدوا المرأة بالفنون المختلفة، وسخروا الوسائل الجذابة والمؤثرة وذات الفاعلية السريعة مثل السينما والتلفاز والمسرح والمجلات والجرائد والقصص والروايات، والإذاعة، وسائر وسائل الإعلام، وقبض المنحرفون أو الضعفاء المنهزمون على أزمة هذه الوسائل فسخروها لهدم الأخلاق وتحطيم القيم، وغرس الرذائل والمفاسد والانحرافات، حتى لقد سمّوا تبرج المرأة واستعراضها بمفاتن جسدها وغنجها بكلامها وحركاتها سموه فنًّا، وأطلقوا على العري والاختلاط أسماء التقدم والتحضر.

وكانت هذه الأمور -المتزايدة في شرها- سببًا عظيمًا في تهديم أخلاق المسلمين، فانهار العفاف الذي عرفت به نساء المسلمين من عهد النبوة إلى عهد قريب وتمزق كيان كثير من الأسر المسلمة، وتبدل الاعتزاز بأخلاق الإسلام والاستمساك بسلوكياته، إلى سخرية به وتهاون ومضادة ومناقضة، واندفعت المرأة المسلمة إلى تقليد الكوافر الفواجر، وتسابقت الخطى في سرعة عمياء صماء حتى فقدت معظم بلدان المسلمين طابع

<<  <  ج: ص:  >  >>