القائمة على فلسفة مادية حيوانية، وسعوا في تعميم النمط الغربي، وتطبيع السلوك الغربي، وتكسير معاقد الأخلاق الإسلامية ومفاصل الروابط الاجتماعية، ولقد عرف أعداء الإسلام أن الأخلاق الإسلامية تمثل صلب الحياة الاجتماعية والنفسية، فجندوا لتحطيمها وتكسيرها جيوش الإفساد والفتنة.
وأول أمر بدأوا به أمر العقيدة والإيمان؛ لأنها تمثل المنبع العظيم للأخلاق، فاتجهوا إلى التشكيك الجاحد، والتدنيس الفاسد لكل قضايا الإيمان، ابتداءً بالإيمان باللَّه تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
واتجهوا إلى مصادر الشريعة الإسلامية، فمكروا مكرهم، وتناولوا أصول الشريعة وقواعد الملة وكليات الدين تناول المتلاعب المشوه الحاقد، ولما علموا أن تفهم الإسلام تفهمًا سليمًا هو الذي يمد نبع الإيمان بالعلم الصحيح، ويمد تطبيقاته بالممدد الخالص عمدوا إلى العلوم الإسلامية فكرسوا حربهم عليها وركزوا جهدهم ضدها، وقد استخدموا في سبيل تهديم الأخلاق الإسلامية عدة وسائل منها:
١ - الغزو الفكري، الذي يستهدف زعزعة ركائز الأخلاق التي تمدها بالقوة والأصالة والثبات ومتى حصلت الهزيمة الفكرية والاعتقادية تبعتها هزائم أخرى، منها الهزيمة الأخلاقية، وهذا ما نراه ونشاهده في سائر طبقات المنهزمين.
٢ - إيجاد الأجواء الفاسدة المفسدة، وغمس الناس في الفساد الخلقي، وتهيئة البيئات المناسبة للإنحراف السلوكي والأخلاقي.
٣ - الإفساد من خلال النساء، فهم أولًا أفسدوا المرأة وأخرجوها من عرشها المكين، من عفافها وحجابها ومكانتها السامقة التي وضعها لها دين اللَّه القويم، ثم أفسدوا بها.
- أفسدوا المرأة بالتعليم الفاسد، والتربية الجاهلية المنحرفة، حتى خرجت الفتيات وهن مثقلات بالمفاهيم الباطلة والعادات الفاسدة، وهى تظن أو تزعم أو يُزعم لها أن هذه هي الثقافة العصرية، وهذا هو التقدم، وهذا